عدسة الفن -محمد مهند
نيون جينسس إيفانجليون) أو إختصاراً (إيفا)، يعتبر واحدآ من أهم الإنتاجات في عالم الأنيمي اجمع بل ومن أكثرها نجاحاً وشهرةً، وفي نفس الوقت أثار هذا الأنيمي ضجة ضخمة من قبل المتابعين، بين من يمدحه لدرجة مبالغ بها وبين من ينتقده إنتقاداً لاذعاً، أو بمعنى أدق (أفرط بحبه كثيرون وأفرط بكرهه كثيرون). يعود إلى هذا الأنيمي الفضل في تطوير الكثير منْ الجوانب (الإخراجية والقصصية) وبسبب قصته وإخراجه حصد شهرةً ونجاحاً واسع النطاق إمتد من أمريكا ودول أوربا وصولاً إلينا. تدور قصة (إيفانجليون) عن هجوم من قبل مخلوقات غريبة تدعى بـ(الملائكة) وعندما حاول الناس محاربتهم لم يجدوا أي فائدة من إستخدام الأسحلة العادية فيقوم إتحاد مؤسس من مجموعة دول بإنشاء منظمة تدعى (نيرف) تعمل على محاربة الملائكة عن طريق مجموعة من الآليات المتطورة المسماة (إيفانجليون)، يُظهر النصف الأول من الأنيمي مجموعة من الإلتحامات والقتالات الطاحنة والشرسة بين (إيفا) و(الملائكة)، وفي النصف الثاني تصبح القصة اكثر عمقاً وتعقيدا من الناحية الفلسفية. والمميز في هذا العمل هو التحليل النفسي للشخصيات التي تطلُ بشكلٍ مضطرب ومهزوز، ولا ننسى الترميز الديني الشديد الذي إقتبس من كتب يهودية توراتية وأخرى من كتب مسيحية كسفر التكوين، والجانب الديني واضح جداً من إسم الأنيمي حيث إن معناه حرفياً هو (إنجيلُ العهدِ الجديدِ)، فضلا عن ظلاميته وكآبته العالية، وقد انتشرت شائعات مفادها ان مؤلف العمل (هيداكي أنو) عانى من الإكتئاب قبل إنتاج المسلسل.اما عن جانبه الفلسفي الذي يتناول مواضيعآ وجودية معتمدا على فلسفة الروائي (جان بول سارتر) و(سورين كيركغور) والعديد من الترميزات فقد قدم مستوى رفيع يليق بالعمل المميز، وكانت الموسيقى مناسبة للأحداث منها المرح ومنها الحزين في حين قدم الاستوديو عملا جيدا في الرسم والتحريك مقارنةً بعام الإنتاج.
يعتبر هذا الأنيمي طفرةً مهمة وعملاً ناجحاً على رغم إختلاف الرأي فيه فلكل طرف وجهة نظر، الإستوديو المنتج هو (غاينكس) والكاتب هو (هيداكي أنو) وحاز على تقييم (8.32/ 10) في موقع .(MAL)
