وسام الفارس … منظر ملوكي من القرون الوسطى
تحرير عبد الرضا
لا يعد اسم الفنان البريطاني (ادموند بلير ليتون) مألوفا كثيرا، إلا أن فنّه يروق للكثيرين بسبب اهتمامه بالتفاصيل وبالدقّة التاريخية في أعماله، لكن لوحته (وسام الفارس) عام 1901 معروفة ويسهل تمييزها باعتبار أنها من بين أكثر الأعمال الفنّية استنساخا وبيعا، اللوحة ربّما تكون مثالية وعاطفية لكنها مدهشة اذ تنقل الناظر إلى العصور الخوالي أو أزمنة الفرسان فتتناول تقليدا يعود أصله إلى القرون الوسطى.
في اللوحة تظهر ملكة انجليزية على الأرجح، ترتدي فستانا ابيض مزيّنا بالذهب وتقف عند أسفل عرشها لتمنح مرتبة الفروسية لأحد فرسانها المنتصرين، الفارس يرتدي سترة حمراء عليها علامة نسر اسود وهلال، يظهر في الصورة وهو ينحني على وسادة جلدية بعد أن نحّى خوذته الحديدية جانبا.
وعند الباب يقف حشد صغير من الناس يتابعون هذه المراسم، وطبقا لتاريخ الفروسية في أوروبا، كان الشباب يُمنحون هذه المرتبة في 21 من عمرهم، وكانت مناسبات منح رتبة الفارس تأخذ شكلا احتفاليا معيّنا، فيخضع المرشح لحمام تطهير ويقضي الليل في الصلاة امام المذبح وفي الصباح تقام بعض الطقوس الدينية من بينها خطبة للكاهن عن واجب الفارس، وبحضور الفرسان والأعيان والسيّدات يقوم الفارس بارتداء حلّته القتالية قطعة قطعة، قبل أن يجثو على ركبتيه لتلقّي وسام الفروسية.
والوسام هنا ذو معنى مجازيّ، إذ أنه ليس أكثر من ضربة خفيفة بباطن السيف على الكتف يقوم بها رجل أو سيّدة لمنحه اللقب رسميا.