مريم احمد
من يعرف نهى الراضي يعرف أي جوهر نقي كانت تملك هذه الفنانة، وأي روح وهاجة، ولعل ذلك كان سر انجذاب الكثيرين إليها من شخصيات فكرية وفنية عربية وعالمية، فنانة وخزافة عراقية ولدت في بغداد وأمضت طفولتها في الهند، حيث كان والدها سفير العراق لأعوام طويلة، تلقت تعليمها في المدارس الإنكليزية هناك قبل أن تنتقل إلى لندن وتكمل تعليمها التخصصي في فن الخزف، ثم تستقر في بغداد، سافرت إلى أوروبا عام 1958 لدراسة فن الخزف ودرست الخزف في مدرسة (بيام شاور) للفنون ومعهد (تشيلسي) للفخاريات ثم أنهت تعليمها في الجامعة الأمريكية في بيروت 1963 وانصرفت خلال الفترة 1971 – 1975 للأعمال الفنية والتدريس في بغداد وأقامت العديد من المعارض الشخصية في بغداد وعواصم أخرى في الوطن العربي ودول العالم، نهى الراضي فنانة تجلت موهبتها في فن الخزف، وكانت خزافة من الطراز الأول بين الخزافين العراقيين والعرب لتكامل صنعتها، وطرافة الأفكار التي كانت تستوحيها من الموروث المحلي وتصوغها صياغة أخاذة في جمالها، عرض إنتاجها في معرض الفنانين العرب عام 1962 في مقر الجمعية الإنكليزية العربية بلندن كما عرض إنتاجها عام 1964 في قاعة ويرث في برلين، ألفت كتابها (يوميات بغداد) باللغة الإنكليزية والذي يعتبر من الكتب التي حققت أفضل المبيعات في العالم صدر عن دار الساقي عام 1998، كانت تعاني من سرطان الدم ، وفيما كانت تهم بالسفر الى اسبانيا لحضور حفل إطلاق كتابها بالأسبانية، اختطفتها يد القدر وتوفيت الفنانة يوم 31 أب 2004 في بيروت حيث أمضت اعوامها الأخيرة.
