موليير … استاذ الملهاة العالمي ومؤسس الكوميديا الراقية
عدسة الفن – تحرير عبد الرضا
بالرغم من انه درس الحقوق لكنه لم يمارس مهنة المحاماة، كما رفض أن يتبع خطى أبيه ويعمل في البلاط، بل خرق العادات والتقاليد السائدة والتفت إلى المسرح ليصير ممثلاً، استخدم لقبا مغايرا لاسمه لنظرة الكنيسة للممثلين في ذلك العصر، وهاجم في أعماله المشهورة الرذيلة المتفشية في أوساط المجتمع.
اسمه الحقيقي (جون باتيست بوكلان) ولد في باريس في فرنسا عام 1622، اما لقب (موليير) فهو اسم مستعار بدأ باستخدامه منذ العام 1644 وبقي ملتصقاً به، تزوج من (ارماندا) ولم يحالف الحظ في نسله الذين حاصرهم المرض وتوفاهم عدا الابنة.
قام بالتعاون مع عائلة (بيجار)، بتأسيس فرقة (المسرح المتألق) عام 1643، الا أنه ونظرا لكثرة المنافسين ونقص الخبرة ومع قلة المترددين على المسرح أفلست الفرقة ودخل موليير السجن مرتين في عام 1645 بسبب الديون، ففضل وفرقته الانسحاب من الساحة، ثم قام وعلى مدى الاعوام اللاحقة بقيادة فرقة جديدة من الممثلين المتجولين ادت أولى أعماله الكوميدية، ونجحت جماهيريا، وعلى قلة المعلومات حول الجولة، فقد كانت بالغة الأهمية للفرقة ولمديرها كونها فترة تدريب قاسية في التعامل مع النصوص والمؤلفين وأعضاء الفرقة نفسها، ولاسيما في مواجهة الجمهور المتنوع وتعرُّف مزاجه وكيفية مخاطبته. معظم مسرحياته مازالت ذات أهمية فنية وفكرية حتى اليوم، اذ كان ممثلا ومؤلفا كما ساهم بقدر كبير في وضع أصول الإخراج المسرحي، ولم يكن صاحب نظرية جمالية في فن المسرح، فمسرحياته تتنوع من حيث بنيتها الدرامية وأسلوبها الحواري ورسم شخصياتها. مثل حوالى 95 مسرحية منها حوالى 31 من تأليفه، تمتاز مسرحياته بالبراعة فى تصوير الشخصيات وبالظرف فى تكوين المواقف والقدرة على الإضحاك، كانت مواضيعه تتعرض بروح ساخرة إلى الحياة اليومية للناس.
من اهم اعماله (المتأنقات السخيفات 1659)، (مدرسة الازواج 1661)، (مدرسة النساء 1662)، (دوم خوان 1665)، (المريض رغما عنه 1666)، (البخيل 1668)، (تارتوف 1669)، (المرض الوهمي 1673) وهي اخر مسرحية كان يؤديها ليموت بعد ساعات من عرضها.