مسرح

مسرح الظلام… حديث مع عين المشاهد

بشرى نجم الدين

المسرح الاسود فن من فنون المسرح التعبيري، يعتقد ان بداياته كانت في الصين عام 1979 عندما يموت ابن الامبراطور ويملأ الحزن قلبه، فيعرض الساحر (مانج تي) ان يعيد ولده اليه بواسطة السحر عن طريق ما يسمى اليوم الكابينة السوداء، وهي عبارة عن مكان لا ينفذ اليه الضوء، وتتحرك في جوفه المظلم شخصيات ترتدي ملابس العزاء، فلا تراها العين المجردة، وقد نجح في تدريب مساعديه على تحريك دمية تشبه ابن الامبراطور المتوفي، وهكذا ظهر الابن لعين ابيه وكأنه حي فغمرت السعادة قلب الاب الحزين. في هذا المسرح يبدو كل شيء غارق في الظلام من المسرح الى الممثلين بزيهم الاسود واقنعة مفرغة عند العينين، حتى جميع ستائر المسرح وقاعة العَرض أيضاً سوداء بحيث لا يظهَر أيّ شيء ولا يُسمَح بأيّ مَصدَر ضوء، إلا الأشعة فوق البنفسجية التي تنبعث من خلال انبوبة ضوء (الفلورسنت) التي تعكس الالوان الفسفورية التي تضاف الى ملابس الممثلين او الديكور لاتمام المشهد، بحيث ان الممثلين يّرّون ولا يُرَون، فهم يحركون المواد الملونة لتبدو انها ترفرف في الهواء.
يصاحب العرض موسيقى حديثة مرتبطة بثيمة معينة، ويعتمد العَرض في المسرح الأسود على بروز الشخص أو الشكل أو الكلمات أمام الإضاءة المعدة، لذلك فالمسرح الأسود يخاطِب أساساً عَين المُتفرِّج بلُغة الخُطوط والتشكيلات والإيحاءات بالاعتماد على النَّصّ الدقيق والموسيقى والمؤثرات، فهو يختلف عن المسرح التقليدي في انه يعطيك متعة بصرية ويحرك خيال المشاهد بعرض شيق جميل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى