لوحة (اصرار الذاكرة)… وسر الساعات الذائبة
ايمن محمود
تعد لوحة (اصرار الذاكرة) المرسومة عام 1931 من اشهر لوحات الرسام السريالي الاسباني (سلفادور دالي)، اللوحة تصور عدد من الساعات الذائبة في الصحراء بمنظر بسيط وهادئ ولكن مخيف، الفكرة الاصلية اتت لدالي في احدى ايام الصيف الحارة عندما كان مصابا بالصداع بسبب كثرة التفكير حول مضمون لوحته التالية، واثناء تناوله لطعامه لاحظ ذوبان قطعة من الجبن في الشمس فبقي هذا المنظر في خلده وذهب للنوم، ليحلم بساعات تذوب في الفراغ ، بعدها استيقظ وعاد ليكمل لوحته والتي كانت مجرد رسم لمرتفعات واضاف هذه الساعات الذائبة لها لتصنع بصمة مهمة في تاريخ الفن السريالي، اللوحة تتضمن اربعة ساعات جيب منصهرة على احداها ذبابة وساعة يفترسها النمل وفي الساعة الاخيرة يظهر معصم ليد على هيئة وجه بشري، الفكرة التي اراد ايصالها هي بأن الزمن اقل صلابة مما يفترضه الناس عادة، فكما في الاحلام يصبح الوقت غير منتظم ، اي ان الوقت لا يوجد له اي تأثير في الاحلام ولهذا فالساعات تذوب.
بعض الباحثون ربطوا ساعات (دالي) الذائبة بنظرية اينشتاين النسبية، والتي كانت تعتبر نظرية جديدة وثورية في وقت رسم اللوحة، فالتعبير يكون بان الساعات اصبحت بدائية وبالية وبدون فائدة بعد النظرية النسبية.
ولا عجب من استمرار الباحثين في كشف المعنى الرئيسي للوحة لانه عرف عن دالي بخلطه الجنون بالعبقرية، فهو دائما ما يصدم الناس بموضوعات لوحاته الاستثنائية الغريبة، مميزا جدا في فوضاه وابداعه وكذلك جنون عظمته ونرجسيته الشديدة.