لوحة (أرنولفيني) … اسرار لم تكشف بعد
البصرة – علي صبري
سميت هذه اللوحة من قبل بعض النقاد باللوحة (الايقونية) لما تحويه من رموز عديدة ، تعتبر هذه اللوحة للرسام (جان فان ايك) من أكثر اللوحات تعقيداً في تاريخ الفن، بالرغم من الجدل الواسع الذي يدور حول هذا العمل إلا أنه يعتبر من أكثر الأعمال شهرة وأهمية عند المؤرّخين،المثير للجدل أن هذه اللوحة مرسومة بالألوان الزيتية وهو ما كان نادراً جدا في أوروبا الغربية في القرن الخامس عشر، إذا أمعنت النظر في اللوحة سترى المرآة على الجدار الخلفي تعكس كامل الغرفة بالإضافة لشخصين يقفان في بداية الغرفة وقد عمد الفنان على تشويه سطح المرآة التي بدت محدّبة في اللوحة في تفصيل مدهش، بالإضافة إلى الدوائر اللامعة حول إطار المرآة، الأمر المثير للجدل في اللوحة ليست المرآة بالرغم من تفاصيلها المدهشة وإنما الزوجين المعاصرين الذين يقفان فقط في المنزل، وهو مشهد لم يكن من الشائع رسمه في تلك الفترة، وهذا ما دفع المؤرخين للاعتقاد بوجود معنى أعمق للّوحة، البعض يعتقد أن اللوحة عبارة عن توثيق عقد زواج، والاثنين في أخر الغرفة هم عبارة عن الشّهود، رفع الزوج ليده دليل على القسم، الكلب دليل على الوفاء وخلع الأحذية رمز للطهارة والقدسية، الفستان الذي ترتديه العروس كان موضة سائدة في تلك الفترة، أي أنها ليست حامل كما يعتقد الجميع، وإن عدم ظهور الكلب في المرآة ربما كانت رسالة خفية من الرسام إلى أن الانعكاس الحقيقي للزواج ليس به وفاء.
تم تحليل كل التفاصيل الدقيقة في اللوحة من طريقة تشابك يديّ الزوجين إلى طريقة ارتداء الملابس وحتى طريقة وضع المرأة للوشاح على رأسها في محاولة للفهم العميق للوحة ومحاولة اكتشاف أسرار أكثر.