رسوم متحركة

فكرة الموت في عالم الرسوم المتحركة

عدسة الفن – رفاد عماد

كشفت دراسة نفذتها جامعة أوتاوا في كندا إلى أنّ مشاهد الموت والقتل في المسلسلات والأفلام الكرتونية تتجاوز تلك الموجودة في الأفلام والمسلسلات المخصصة للكبار بنسبة مرتين ونصف. موضوع الموت فكرة مكررة يستخدمها منتجو أفلام الرسوم المتحركة بكثرة، وهي فرصة جيدة لمناقشة قضايا نهاية العمر وملابساتها مع الصغار.
حيث ان هذه الدراسة ليست جديدة، لكنها تعود إلى الواجهة مع ارتفاع حالات موت الأطفال الذين يقدمون على الانتحار أو على القيام بأعمال عنف وربما يقتلون أطفالاً آخرين متأثرين بما يشاهدونه من افلام الرسوم المتحركة. وكان البعض يعتبر أن ما سبق مبالغة فيه أو حالة هلع غير مبرّرة فإن استعراضاً سريعاً لهذه الأفلام يكشف لنا المغزى الحقيقي لهكذا افلام كما في (نداء الوحش) الذي سنبدأ من قصته، باتريك نيس كتب الرواية أولاً، ثم حولها إلى عمل سينمائي، لكن الفكرة الموت والمعاناة وضعتها كاتبة روايات الأطفال والمراهقين البريطانية الشهيرة (سيوبهان دود)، التي عانت كثيراً بعد إصابتها بمرض السرطان قبل أن ترحل عام2007. حيث أرادت أن تقرب فكرة المعاناة من المرض والموت من الأطفال ليصبح واقعاً مقبولاً ويستعدون لمواجهته في أي وقت. بدوره نيس حاك خيوط قصته حول الطفل (كونور أومالي)، ابن الـ 12 عاماً، الذي يعيش مع أمه المريضة ومن دون أن يذكر لنا اسم المرض، عرفنا أنه السرطان، وأن أيام الأم صارت معدودة في الحياة، وكان المغزى الرئيسي من فكرة الرواية هو ان الموت نهاية حتمية لا مفر منها لكي تكون بصورة اقرب لفهم الاطفال .
وفي الفليم الأشهر (الأسد الملك) الذي شهد أكثر مشاهد الموت تأثيراً، وهي لحظة قتل الأسد الشرير (سكار) لشقيقه الملك الطيب (موفاسا) أمام أعين ابنه (سيمبا). فيشاهد هذا الأخير سقوط والده ثم جثّته الهامدة. وإن كان يسجّل لهذا الفيلم الكرتوني أنه الوحيد الذي يظهر لنا كيف طبّع وأكمل (سيمبا) حياته بعد وفاة والده، وطريقة تجاوزه لهذه اللحظة التعيسة.
افلام الكارتون هي فرصة لمناقشة المعتقدات وقضايا الموت مع الصغار بطريقة سلسة، ولأننا لا نستطيع أن نناقش هذه المواضيع الصعبة مع طفل عمره 3 اعوام مثلا، فإن طريقة طرحها البسيط ضمن شخصيات أفلام الكارتون التي يتعلق بها الأطفال ويثقون فيها، قد تسهل من طريقة تقبل أفعالهم وتصديق الأحداث والظروف التي يمرون بها على أنها وقائع وبالنتيجة يمكن أن تسري مفاهيمها على الحياة الواقعية للطفل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى