مسرح

عنترة…رائعة امير الشعراء

عدسة الفن – سامر حميد

(عنترة وعبلة) مسرحية من تأليف امير الشعراء (احمد شوقي). تمكن فيها من عرض المسرح الشعري والشعر الغنائي العربي في افضل صورة لهذا النوع من الفن والادب العربي.
مزج (شوقي) علم اللغة العربية القديمة مع فن المسرح الجديد الذي ضم تقنيات المسرح الاوربي مع الشعر الجاهلي.
ان المسرحية التي تتألف من (مأساة، حب، غناء، رقص) تضم جميع المكونات لمسرحية مثيرة للمتلقي، حيث حاول (شوقي) ان ينافس شخصية (عنترة) التاريخية في كتابته عندما اختار أن يكتب المسرحية بشكل شعري وبلغة اهل الجاهلية. لقد كان (عنترة) شاعراً وفارساً مشهوراً في جزيرة العرب قبل قدوم الاسلام، وكلما ذكر اسمه ذكرت شجاعته ولكننا نجهل الكثير عن هذا الفارس، لذلك اعتمد المسرحي على (شوقي) ليرسم له صورة الشخصية ويجعلها واضحة للعيان.
قدم (شوقي) في هذا العمل حبكة فنية لزمن قبل الإسلام عندما كانت العنصرية امراً طبيعياً وسائداً، وبسبب ولادته لام سوداء (عنترة) كانت له ظروف صعبة في تربيته ولكن عوضت بملامحه الوسيمة وقوتة الشرسة التي يقارنها (شوقي) بشراسة الاسد.
والمسرحية يمكن اعتبارها (دراماتيكية) لانها تحكي قصة حب بين (عنترة) و(عبلة)، وهي تشابه الى حد ما مسرحية (روميو وجوليت)، فكما (روميو) ينتظر محبوبته تحت نافذتها، يفعل (عنترة) ذلك مع (عبلة) خارج مضارب (بني عبس).
ولكن ما يميز مسرحية (شوقي) عن (روميو وجوليت) هو ان الحب بين شخصيات مسرحيته ليس متبادلاً ويمكننا تسميته بالحب من طرف واحد، حيث نشاهد (عبلة) تحب (عنترة) لانجازاته الشعرية والحربية ولا تحبه لشخصيته العاطفية.
لم تكتف المسرحية بعرض جانب واحد من القصة، فقد رسمت صورة تاريخية واقعية عندما بينت الخلافات بين القبائل العربية المختلفة، ومراجعة (شوقي) لمواضيع العصر الجاهلي حيث عرض لنا العادات والتقاليد حينما اشار الى اديان العرب قبل الاسلام وهو ما توضح عندما صلت (عبلة) لـ(طارا) احد آلهة العرب القدماء.
خلاصة القول يمكننا ان نجزم بأن (شوقي) قد وظف الادوات المسرحية المناسبة لرسم الحبكة الخيالية التي ساهمت وبشكل كبير في ايصال ما اراد امير الشعراء ايصاله من فن خلد في زاوية الابداع وحسب له كأرث ادبي خالد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى