مسرح

(عروسة تجنن)…مسرحية من رسائل المسرح السامية

عدسة الفن- بشرى نجم الدين

الحياة مواقف وتجارب، منها ما تمر علينا بدون ان تترك اثرا، ومنها ما تغير من تفكيرنا وشخصيتنا، ومنها ما تعرضنا لصدمات قد تغير من شخصيتنا ومنها ما يترك اثرا عميقا لا يمكن مداواته، ولربما يؤثر على السلامة العقلية وتسبب توترا وقلقا واذى ليس للفرد فقط بل لكل افراد العائلة.
(عروسة تجنن) مسرحية كوميدية هادفة، عرضت لاول مرة عام 1980، من تأليف (احمد عفيفي) بمشاركة (اسعاد يونس) واخراج (سمير العصفوري)، وتمثل نخبة من نجوم المسرح المصري، وتحكي قصة الفتاة نادية (اسعاد يونس) التي تتعرض في طفولتها لصدمة فقدان امها فتجعل ادراكها وعقلها يتوقف عن النمو عند سن الثامنة، يصر والدها على تعيين المدرسين لها بناءا على وصية خالها لتعليمها اللغات والفنون والثقافة، ولكن لا يكمل معها استاذ اسبوعا واحدا عدا المدرس صابر (نجاح الموجي) الذي يتحمل الويلات من نادية ولكنه يقاوم ويستمر في الحضور لتعليمها ويتعرض منها لمواقف كوميدية طريفة جدا تبهج المشاهد وتجعله يضحك لا اراديا
يشترط خالها ان تتعلم وتتزوج لكي ترث حصتها منه وعندما يعلم ابن عمها مدحت (يوسف شعبان) الوصولي الطامع في المال والميراث، يبدأ بالتقرب من نادية محاولة منه لعلاجها ثم الزواج منها فتتعلق فيه نادية وتحبه وتبدأ شيئا فشيئا بادراك الحياة الا انها تتعرض لصدمة ثانية تعيدها لنقطة البداية.
المسرحية تحاكي سلبيات المجتمع من طمع وفقر واستغلال لكن بدون ان يخلو من حضور مشاعر الحب والتفاهم الابوية والاخوية وايضا تلك المشاعر الرقيقة بين الرجل والمرأة.
ابدعت (اسعاد يونس) في تمثيل دور الطفلة المتوحشة وتحولها الى امرأة ناضجة وتأثير الصدمات فيها، واجاد (يوسف شعبان) كما هو دائما في اداء دور الشخص الوصولي الانتهازي الخالي من العاطفة والتحول المفاجأ فيه عندما تبدأ العاطفة في اضفاء الدفىء الى قلبه البارد.
المسرحية بقيت في الذاكرة بسبب المشاهد التي جرت بين نادية والمدرس صابر وبقيت عالقة في الاذهان لاتقانهم الرائع للشخصية وتميزهم في تبادل الحوارات بين الجد والضحك وبين الحزن والفرح فاتقن الاثنان دورهم وميز شخصيتهم وجعلها نقطة ارتكاز فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى