سيرة فنان

صاحب الرقصة الاشهر في عالم السينما ..العملاق (جون ترافولتا)

مروه فاضل شاطي

(جون ترافولتا) دخل الفن شابا راقصا فغزا قلوب الفتيات واستمر في طريقه مبدعا لينضج بأدواره والشخصيات التي اداها ليحجز مكانا له في القمة، سيرته تحتاج الى التمحص والدخول بادق التفاصيل وخوض الحيل الذكية لكي نختصر بايجاز اهم محطاته الفنية، (ترافولتا) هو احد النجوم المبدعين في الساحة الفنية بشتى المجالات التي خاضها حسب رأي النقاد وجمهوره، اخترناه لكم هذا الاسبوع في صفحة سيرة فنان لنتعرف على اهم محطات هذا المبدع.

 

 

الولادة والنشأة
ولد (جون جوزيف ترافولتا) في 18 شباط من عام 1954 في إنغلوود/ نيو جيرسي، من اب كان يعمل تاجرًا صغيرًا ويملك محلا لبيع الاطارات ولاعب كرة قدم ايضا واسمه (سلفاتوري ترافولتا) من اصل ايطالي، اما والدته فقد كانت مُدرسة في مدرسة ثانوية واسمها (هيلاري ترافولتا) وهي من اصول ايرلندية، وهو الطفل السادس بين أخوانه، كان أبواه مرحان جدًا لدرجة أنهم أنشأوا مسرحاً صغيراً لتسلية الجيران، وبرزت موهبة (جون) من هذا المسرح الصغير، كان الأطفال في هذه العائلة يمثلون المسرحيات مع بعضهم البعض ويتدربون عليها اذ كان عمر (جون) حينها لا يتعدى 12 عام.


العائلة
تزوج (جون) من كيلي برستون عام 1991 إذ تعرف عليها خلال تصوير فيلم (The Experts) ورزقا بابنهما (جيت) الذي توفي في عام 2009، وابنتهما (إيلا بلو) من مواليد 2000، وكما لديهما ابنهما الثالث (بنجامين).


البداية الفنية
بدأ ترافولتا التمثيل في الإنتاج المحلي في العمل الاول له (من الذي سيوفر بلوبوي؟) ثم التحق بعدها في مدرسة الدراما في نيويورك، حيث درس الصوت وجمع بينه وبين الرقص والتمثيل. (ترافولتا) قرر الجمع بين كل من هذه المهارات الثلاثة التي الهمته في بداية مشواره الفني وذهب إلى هوليوود وظهر في أدوار ثانوية في عدة اعمال. ثم أصبح عضوا في شركة (برودواي) بعرض (أكثر من هنا)، ولعب دور البطولة في (الأخوات أندروز)، وبعد عدة أشهر قرر أن يحاول مرة أخرى في هوليوود، حيث كانت لديه صعوبة صغيرة في الحصول على الأدوار في العديد من البرامج التلفزيونية وقد لعب دور البطولة في عدد من الأفلام الضخمة، حيث حصل على أول ترشيح لجائزة أوسكار وغولدن غلوب لدوره في فيلم (Saturday Night Fever) عام (1977) و الذي أطلق ظاهرة الديسكو في السبعينيات.

 


وفي تلك الفترة وبعد نجاح الفيلم اشترك في مسلسل تلفزيوني كان يطلق عليه اسم (Welcome Back Kotter) دخل في هذا المسلسل ولم يخرج على حاله بل خرج مشهورا، وله جمهور واستمر (جون) في النجاح وقام ببطولة فيلم غريس (Grease) عام (1978) ومن ثم ظهر في (Urban Cowboy) عام (1980) وبعد هذه النجاحات أصبح نجما لامعا في هوليوود ويحصد النجاح تلو الآخر في افلامه الباقية.
في فترة الثمانينيات ظهر في عدة افلام مثل (Blow Out) و(Staying Alive) وفي فترة التسعينيات شارك بأهم افلامه (Pulp Fiction) في عام 1994 حيث شارك رفقة الممثل (صامويل جاكسون) في بطولة الفيلم وكان من إخراج كوينتن تارانتينو وقد حقق الفيلم إيرادات عالية في شباك التذاكر الامريكي وترشح (ترافولتا) لجائزة الاوسكار لدوره في هذا الفيلم.

 


وفي الفترة الحالية انتكس (جون) بعد ان شارك في فيلم
(Battlefield Earth: A Saga of the Year 3000)
الذي وصف بالفيلم الفاشل وحقق تقييمات سلبية جدا ولكنه عاد الى الطريق الصحيح بعدما شارك في الفيلم الكوميدي (Lucky Numbers) ثم تلاه فيلم الاكشن ((Swordfish رفقة الممثل (هيو جاكمان) عام 2001 بعدها استمر (جون) بخطى ثابتة رغم انه في فترته الحالية لم يحقق النجاحات التي حققها في الحقبة الماضية.

 


الجوائز والترشيحات
بلغت عدد الجوائز التي حصل عليها (جون) 52 جائزة وعدد الترشيحات 55، اذ تم تكريمه من قبل مجلة برنامج (هورزو) الرائدة في أوروبا، مع جائزة الكاميرا الذهبية المرموقة في برلين عن افضل ممثل كما ترشح مرتين لجائزة الأوسكار كما حصل على عدة ترشيحات لجوائز البافتا والغولدن غلوب واستطاع حصد جائزتان من ترشيحات الغولدن غلوب وواحدة من البافتا وكان اسمه من بين أفضل الممثلين حسب (جمعية نقاد السينما في لوس أنجلوس)، وحصل على جائزة الإنجاز مدى الحياة عن مجمل اعماله، جوائز عديدة حصدها هذا الممثل مما اظهر منافسته لابناء جيله ممن عاصرهم.

مفارقة الحياة
الامر الذي جعل ترافولتا يخرج عن المألوف ويخرج من نطاق الابتسامة العريضة ذات اللون الذهبي التي جلبت له عشاقاً كثر هو وفاة نجله (جيت) الذي فارق الحياة نتيجة اصابته بتشنجات اودت بحياته عن عمر ناهز الـ 16 عاما وكانت وفاته بمثابة نكبة وانكسار لـ(ترافولتا) حيث انطوى عن العالم بعد تلك الحادثة التي غيرت مجرى حياته وحينها صرح (ترافولتا) بان يوم وفاة ابنه (باليوم الاسوء في حياته).
نضجه الفني
بدايات (جون) الفنية قد ترسم للمتابع فكرة معينة لنمطية ادواره المتوقعة ولكن عند تتبع مسيرته نرى انه قد حاول اختيار ادوار مختلفة واجاد في تمثيلها، فمثلا في فيلم (Phenomenon) عام 1996، ادى دور رجل طبيعي يرى ضوء لامع من السماء، ويكتشف امتلاكه إلى قدرات عبقرية خارقة جديدة، سبب ما حصل له ليس حبة دواء أو شيء من الفضاء بل ورم خبيث أثر على منطقة معينة من دماغه، مما جعل قدراته العقلية اكثر تطورا، ليرينا الفيلم محاولات الطب العديدة لمعرفة ما هي المنطقة التي تم الضغط عليها من قبل الورم متجاوزتاً جميع التداعيات الأخلاقية التي تسببه أفعالهم في شخص مريض، فيلم إنساني رائع مستوحاة من مرض حقيقي وليس قصة حقيقية، اما فيلم
(Domestic Disturbance)
عام 2001، يعرض لنا قصة اب يحاول حماية ابنه من الخطر المحدق به محاولة منه لتعويضه عما حصل سابقا من اخطاء جعلته يخسر عائلته، ورغم الحس الكوميدي لفيلم
(Look Who’s Talking)
باجزائه الثلاث الا انه يقدم قصة عن العائلة واهمية تلاحمها بطريقة مسلية جعلته يحصد النجاح بكل اجزائه، واخيرا دوره الذي لا ينسى في فيلمFace/Off) )عام 1997، فقصة الفيلم الغريبة مع تفاعله بالتمثيل مع شريكه (نيوكلاس كيج) واداءه المشهود له بتجسيد الشر جعلت المشاهد يشعر ان الدور قد تم اعداده خصيصا له، فقد ابدع وحول تفكيرنا من ذلك المغني الشاب الذي يغازل الفتيات بصوته وعيناه الزرقاوين الى شخص يمثل الشر في كل تفاصيله فكان اداء مهم سجل نقطة مميزة في مسيرته.


اعمال عملاقة
لـ(ترافولتا) افلام عملاقة تكاد تكون فريدة من نوعها هي : فيلم (Grease) عام 1978، فيلم
(Pulp Fiction) عام 1994، فيلم (Saturday Night Fever) عام 1977، فيلم (Face \off) عام 1997، فيلم
(From Paris With Love)
عام 2010، فيلم (The Forger) عام 2014، فيلم
I am Wrath) )
عام 2016.
هذه وغيرها من الاعمال التي لاقت رضا واستحسان النقاد ومتابعين ترافولتا والتي جعلت ترافولتا يصعد الى قمة النجوم الهوليوودين الامر الذي جعله في منافسة شديدة بينه وبين عمالقة الفن السابع حيث الشهرة والنجومية التي استحقها وجعلت من اغلب افلامه التي تم عرضها في صراع شديد مع الافلام المنافسة في عرين شباك التذاكر ومن الجدير بالذكر بأن المضي قدما بمضمار الفن والسير على السجادة الحمراء لم يكن سهلا اطلاقا بالنسبه لـ(جون) الى ان وجد مفتاح النجاح الامر الذي جعل الضوء مسلط عليه واضواء الكاميرات التي اصبحت جزء من حياته على جميع النواحي واصبحت عليه عيون النقاد التي اشادت بجميع ادواره التي اتقنها تماما كمن حفظ اسمه عن ظهر قلب.
هذه هي السيرة الكاملة للممثل والراقص والطيار الامريكي الذي اصبح بعد كل ذلك كاتباً ومنتجاً وممثلاً سينمائياً ومسرحياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى