مسرح

روميو وجولييت…مأساة عاشقين وابداع انكليزي خالد

عدسة الفن – تحرير عبد الرضا

قسم الباحثون نتاجات الكاتب الانجليزي (وليام شكسبير) الى اربعة مراحل وهي : التاريخية، الغنائية، التراجيدية والمرحلة الرابعة وهي المرحلة التي اختتم بها حياته الفنية، وتعد المسرحية الشهيرة (روميو وجولييت) احد نتاجات المرحلة الثانية والتي كتبها عامي 1593 و 1596 .
)روميو وجولييت) من الكلاسكيات العالمية مثلت في مسرحيات وأفلام وظهرت مترجمة في الكثير من لغات العالم، كما أن مشاهد وقصة المسرحية ألهمت الكثير من الرسامين لرسم لوحات اصبحت عالمية ومشهورة.
نظرا لشهرتها اصبح الجميع يعرف قصتها التي تقع احداثها في مدينة فيرونا في إيطاليا في الفترة التي يتوقع ان تكون بين 1260– 1387، بالرغم من أن شكسبير لم يحددها، حيث كانت فيرونا تتمتع باستقلالها الذاتي، وكان من الشائع أن تحتدم معارك عنف وحقد بين الأسر النبيلة مثل مونتاغ وكابوليت. المسرحية تم استيحائها من التراجيديا التاريخية (روميوس وجوليت) الملحمة الشعرية الطويلة لمؤلفها (آرثر بروك) والتي اعتمدت بالأصل على قصة فرنسية لمؤلف يدعى (بيريه.(
القصة تدور حول صراع بين عائلتين ومن صلب الصراع يخرج (روميو) من عائلة (مونتيغيو) عاشقا لـ(جولييت) من عائلة (كابوليت)، دون ان يتوقعا مصيرهما المحتوم، ظلت الحكاية محافظة على قوامها السردي التقليدي رغم تحويلها لعدة اعمال وبكثير من اللغات فهي قصة عاشقين جمعهما الحب العاصف وفرقتهما الظروف والمكائد والأحقاد الشخصية، التعلق بين الشابان جعلهما يظنان ان السعادة بينهم ابدية وحلمهم قابل للتحقق في طريق تملأه الزهور ليفاجأ بدرب تزينه الاشواك المسمومة، لينتهي بهما الأمر صريعين في مدفن واحد.
المسرحية عرضت محاور اساسية مثل الحب الحقيقي وقوته وكيف يصل جنون العشق والهيام لحد التضحية، وقد يكون المحور التراجيدي في المسرحية ليس بموت الحبيبين فقط ولكن الحزن هو اكتشاف ان ارث ثقافة الانتقام لا تأتي الا بخسارة الاحبة وهذا ما يراه جليا عائلتي العاشقين لحظة اكتشاف وفاتهما، وكما وظف الكاتب فكرة الحظ والصدفة توظيفا دراميا سيطر على اغلب الاحداث الرئيسة بالقصة، ولم تنسى القصة ان تضع على الهامش قصص فرعية عن الصداقة، الدين وطرح اصناف من الشخصيات المرسومة بدقة وعناية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى