عدسة الفن – بشرى نجم الدين
يعد فن الرسم احد اقدم الهوايات الانسانية التي اغنت حياة البشر، واختلف الفن الان عن بداياته عبر الازمنة المختلفة، فقبل 30000 عام قام رسامو الكهوف الأوائل بالرسم مستخدمين الصخور الملونة التي كانوا يطحنونها حتى تصبح مسحوقا وفي بعض الأحيان يمزجون المسحوق بالدهن الحيواني أو بعصارة النباتات لعمل الطلاء، اما الفرش صنعت عن طريق غصون الأشجار وشعر الحيوانات. اما الرسامون المصريون قبل 5000 عام صنعوا الفرش من الأنسجة النباتية المربوطة بعصي كما أنهم قاموا بطحن الصخور الملونة وخلطوها بالصمغ للحصول على الطلاء .
اما (المينييون) فمزجوا الجص الأبيض الناعم حتى يحصلوا على عجينة ليصقلوها على الجدار ويرسموا تصميماتهم بسرعة قبل جفافه.
وبالنسبة للالوان قام اليونانيون والرومان بصنع الصبغات الملونة من الصخور وبعض المعادن فخلطوهم بالبيض للحصول على طلاء سريع الجفاف أو مزج الصبغات بالشمع الساخن لعمل طلاء مضاد للمياه وللحصول على اللون الازرق فقد كان الرسامون في العصور الوسطى يأتون به عن طريق طحن (حجر اللازورد) وهو حجر نصف كريم كان يتم استيراده من أفغانستان وكانت قيمته أعلى من قيمة الذهب .
في عام 1400 في عصر النهضة بدأ الرسامون بمزج الصبغات مع الزيوت النباتية مثل زيت بذرة الكتان وزيت الجوز لعمل الألوان الزيتية التي مازالت تستخدم حتى في يومنا هذا اما طلاء (الأكليريك) المصنوع من البلاستيك طرح للبيع لأول مرة في الخمسينيات من القرن العشرين ولكن الانتشار الحقيقي لمثل هذا النوع كان في الستينيات من القرن ذاته.
