(رائحة حرب)…تلهب جمهور مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي
بغداد – زينب القصاب
عرضت مسرحية (رائحة حرب) للفرقة الوطنية للتمثيل على خشبة مسرح السلام في عاصمة مصر الكنانة (القاهرة) ضمن فعاليات مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي بدورته (25) وليومين متتاليين لتسطر امجاد الذات العراقية في سوح الحياة المتشظية بدوي القنابل والصراعات. المسرحية من تأليف الكاتب المبدع الدكتور مثال غازي ومن اخراج المجتهد عماد محمد وتمثيل الفنان الكبير (عبد الستار البصري) والفنانة القديرة (بشرى اسماعيل) والفنان الشاب الموهوب (امير حسان). مؤلف العمل الدكتور (مثال غازي) وضح اخر أخبار المشاركة العراقية في المهرجان حيث قال:” اثارت المسرحية بعد عرضها لجمهور المهرجان جدلاً واسعاً لكونها تمثل شكلاً مغايراً عن نمط عروض المهرجان بسبب جرأتها ومغايرتها الاسلوبية ولكونها تنتمي الى عروض مابعد الحداثة التي تعتمد التقنية الرقمية كأساس عمل جنباً الى جنب اداء الممثل ومعرفيات النص وهو اسلوب تفرد به المخرج (عماد محمد) صاحب الجوائز الأهم في مهرجانات القاهرة للمسرح التجريبي اذ حاز في عرض (عربانه) ثلاث جوائز في دورة واحدة ولذلك وجد المهرجان في هذا العام وهو يحتفل بمناسبة مرور خمسة وعشرون عاماً على تأسيسه ان يكون محور المهرجان النقدي عنواناً (المسرح تحت دوي القنابل) فأختيرت عروض من لبنان وسوريا والعراق لتكون عينات المحور النقدي فاختيرت مسرحية (رائحة حرب) من العراق لتكون مادة هذا المحور الفكري لتمثل هذه المسرحية وثيقة ادانة تأريخية وفنية للحرب في مسبباتها ونتائجها وتأثيراتها السلبية على بنية مجتمعاتنا العربية وقد اشاد جمهور المهرجان العربي بجرأة الطرح ومغايرة الاسلوبية الواضحة في العرض العراقي كما ابدع الفنان الكبير (عبد الستار البصري) والفنانة القديرة (بشرى اسماعيل) في دورهما كما اشاد الجميع بموهبة الشاب الموهوب (امير حسان)”. وأضاف الدكتور مثال غازي: ” قد نشرت جريدة المهرجان ثلاث مقالات نقدية مهمة عن العرض العراقي وهي تستعرض تارة وتلقي الضوء نقدياً تارة على مستويات العرض من حيث السينوغرافيا والاداء والنص كما اشادت هذه النقود بسينوغرافيا العرض الهائلة التي وصفتها احدى المقالات بـ(الساحرة) وبأن العرض العراقي بحاجة الى جهد نقدي متفرد ليتم شرحه وتحليله على مستوى الشكل والمضمون.”
لقد كان المسرح العراقي حاضراً بقوة في هذا المهرجان رغم كل الصعوبات المالية والفنية التي واجهت العمل ليثبت صلابة وقوة واصرار المسرح العراقي على دحر الظروف ليجد له مكانه الذي يليق به.