جنيفير لورانس..موهبة اكتشفت بالصدفة فغيرت موازين التمثيل
مروة فاضل شاطي – العدد 54
قالوا انها دخلت الفن وأصبحت نجمته بسبب جاذبيتها، لكنك اذا راقبت أداءها ستجد انها تمتلك القدرة على أقناعك بكل أدوارها التي مثلتها، لديها ذلك الذكاء على إدارة إيقاع خطابها من أجل التأثير الكوميدي بالتوقيت الأمثل. هي لم تدرس التمثيل، ولكنها تعتمد أسلوبها الغير تقليدي من خيالها على ملاحظاتها عن الأشخاص من حولها، فتؤدي مهمتها على اكمل وجه. (جنيفير لورانس) صاحبة الكاريزما الذهبية نجمة سيرة فنان لهذا الأسبوع.
نشأتها
(جنيفير شاردر لورانس) ولدت يوم 15 آب 1990، في مدينة لويفيل، كنتاكي بالولايات المتحدة الأمريكية، والدتها (لي كارين)، تدير معسكراً للأطفال، ووالدها (غاري لورانس)، الذي يعمل في مجال البناء. لديها شقيقان كبيران هما (بن) و(بلين)، اما اصولها فهي إنجليزية وألمانية وإيرلندية وسكوتلندية. بدأت مسيرتها عندما سافرت إلى مانهاتن في سن الرابعة عشرة، حيث اكتشفت موهبتها عندما طلب منها مصور التقاط صورتها وحصل على رقم هاتف والدتها ليدعوها في اليوم التالي لإجراء اختبار أداء على الشاشة. بعد إجراء أول اختبار قراءة لها، أخبر الوكلاء والدتها بأنها كانت أفضل قراءة لفتاة بعمر 14 عاما سمعوها من قبل، وحاولوا إقناع والدتها أنها تحتاج إلى قضاء فصل الصيف في مانهاتن للتعلم والتدريب. ظهرت في وقت لاحق في الإعلانات التجارية مثل (MY Super Sweet 16) على قناة (MTV). كما عملت كممرضة مساعدة في مخيم صيفي للأطفال كانت تقوم والدتها بإدارته.
حياتها العاطفية
مرت بعدة تجارب عاطفية العلاقة الأولى كانت وهي صغيرة ولم تتعدى استمرارها عام واحد، بينما العلاقة الثانية فكانت مع الممثل الأمريكي (نيكولاس هولت)، واستمرت علاقتهما لمدة أربعة أعوام ثم انفصلا، بينما علاقة الحب الثالثة فلم تستمر هي الأخرى وانفصلت عن حبيبها. والعلاقة الرابعة كانت مع المخرج (دارين أرونوفسكي) والذي كان يكبرها بعشرين عاما، وبعد عام واحد من المواعدة انفصلت عنه. اخر علاقاتها مع رجل الاعمال (كوك ماروني) واللذان شوهدا في ايطاليا سوية وهما غارقين في الرومانسية، ويخططان للخطوبة والزواج في عام 2019.
بدايتها الفنية
ظهرت موهبتها منذ الصغر حيث كانت تشارك بالمسرحيات التي كانت تقام بالكنيسة والمدرسة، بدأت التمثيل بعدة أدوار صغيرة في أكثر من عمل فني مثل ظهورها في مسلسل (Monk) عام 2006، توالت أعمالها بعد ذلك ليأتي الدور الرئيسي الأول لها كعضو رئيسي في المسرحية الهزلية (The Bill Engvall Show) بين (2007-2009). قدمت (لورانس) أول أدوراها في الأفلام في دور مساعد في (Garden Party) عام 2008، وفيلم (The Poker House) لنفس العام وهو عن دراما قاتمة تدور أحداثها حول فتاة تتعرض لظروف معيشية صعبة من قبل أمها المضطربة، لكن الدور الأبرز هو دورها في الفيلم الدرامي (The Burning Plain) عام 2008، والذي نالت عنه جائزة (مارسيلو ماستروياني) لأفضل ممثلة ناشئة من مهرجان البندقية السينمائي، وكانت انطلاقتها في 2010 عندما ادت أول بطولة لها من خلال الفيلم الدرامي (Winter’s Bone) بدور الفتاة ذات الإرادة الصلبة والعزيمة، يدفعها خوفها من تشرد والدتها وأشقائها إلى مواجهة أقاربها وتأمرهم بالتزام الصمت بعد هروب والدها من تسديد سند الكفالة، أكسبها الدور ترشيحاً لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة وجائزة نقابة ممثلي الشاشة لأفضل ممثلة. في عام 2011 شاركت في فيلم (LIKE CRAZY) الذي تدور أحداثه حول علاقة حب قوية ومشاعر مجنونة بين طالبة جامعية بريطانية وزميلها الطالب الأمريكي، وفي العام ذاته شاركت في فيلم (THE BEAVER) مع النجمين (ميل جيبسون) و(جودي فوستر).
نجوميتها وصدارة شباك التذاكر
اشتركت في بطولة أفلام إعادة إحياء لسلسلة (X-Men) وصدر منها عدة اجزاء في عامي 2011 و2014 و2016 حيث لعبت دور المتحولة (مستيك). استمرت شهرتها في النمو مع دور البطولة بشخصية (كاتنيس إيفردين) في سلسلة أفلام (Hunger Games) بجزئها الاول عام 2012، التي جعلتها أعلى بطلات أفلام الحركة تحقيقا للأرباح في التاريخ والمأخوذة عن سلسلة روايات من اربعة أجزاء بالاسم نفسه للكاتبة (سوزان كولينز).
استمرت (لورانس) ونجحت في كسب العديد من الجوائز خصوصاً بالتعاون مع المخرج (ديفيد أو راسل) وكان التعاون ناجحا بفيلم (Silver Linings Playbook) هو فيلم كوميدي ورومانسي أمريكي، من إنتاج 2012، وشارك في بطولته (برادلي كوبر)، و(روبرت دي نيرو)، الفيلم مقتبس عن الرواية التي تحمل نفس الاسم للكاتب (ماثيو كويك)، وبعد عرض الفيلم حظي بردود أفعال إيجابية من النقاد ورشح لعدة جوائز، وقد حصد الفيلم جائزة الأوسكار لـ(جنيفير لورنس) كأفضل ممثلة في دور رئيسي. اما الفيلم الثاني الذي تعاونت فيه مع المخرج (ديفيد أو راسل) هو (American Hustle) وتدور أحداثه حول فضيحة (أبسكام) التي طالت عدداً من أعضاء مجلس النواب الأمريكي في أواخر سبعينيات القرن الماضي.
في عام (2014) جاء فيلم (Serena) الذي شاركت بطولته مع النجم (برادلي كوبر)، ثم فيلم (JOY) عام 2015 محققاً إيرادات وصلت إلى أكثر من 101 مليون دولار أمريكي حول العالم، وتكلف إنتاج الفيلم 60 مليون دولار أمريكي، وتدور أحداث الفيلم حول سيدة تتبنى إدارة إمبراطورية تجارية ضخمة.
في 2016 كانت بطلة فيلم (Passengers) وفي 2017 شاركت في الفيلم المثير للجدل (Mother) الذي ينتمي لفئة الرعب النفسي، عن قصة تدور في إطار من الرعب والإثارة، حول زوجين تتعرض علاقتهما للاختبار عندما يصل إلى منزلهما ضيف غير مدعو للحضور، فيُدخِل التوتر والاضطراب على حياتهما الهادئة، وفي 2018 امتعتنا بفيلم الاثارة والاكشن (Red Sparrow).
حقائق
*حققت أفلامها أكثر من 5.7 مليار دولار في جميع أنحاء العالم، وكانت الممثلة الأعلى أجرا في العالم في عامي 2015 و2016. ظهرت في قائمة تايم 100 للأشخاص الأكثر تأثيرا في العالم في عام 2013، وفي قائمة مجلة فوربس لأقوى المشاهير في 2014 و2016.
*عندما كانت في مرحلة ما قبل الدراسة كانت ممنوعة من اللعب مع الفتيات لأنها كانت حادة وخشنة في تعاملاتها كالصبيان.
*لعبت الهوكي وكرة السلة في المدرسة الثانوية.
*امتلكت عائلتها مزرعة للخيول وكان حصانها الأول مهراً اسمه (مافين).
*تعد أيقونة من ايقونات الجمال في هوليوود، وتم تصنيفها ضمن قائمة النجمات العالميات في الأناقة والموضة والجمال عالمياً، وهي الوجه الإعلاني لماركة أزياء ديور العالمية.
*لم تتمرن على التمثيل بشكل رسمي ولم تدرسه ولكنها تعتمد على خيالها.
*شاركت في اختبارات الأداء في فيلمي (Twilight) و(Superbad) ولم تنجح.
*للتحضير لدورها في (Winter’s Bone) عاشت مع عائلة (أوزاركس) التي استندت إليها القصة وتعلمت كيفية القتال، وقطع الخشب.
*عندما لعبت دورها في فيلم (X-Men: First Class) كانت تمضي 8 ساعات لوضع مكياج الشخصية.
*اعتبر مخرج فيلم (Silver Linings Playbook) أنها أصغر من أن تتولى الدور ولكنها تمكنت من إقناعه بقبولها في الدور عبر مقابلة عن طريق (سكايب).
*تعثرت في حفل توزيع جوائز الأوسكار مرتين، احداهما في طريقها إلى المسرح وذهبت الى العرض الخاص لفيلمها (Red Sparrow) وهي تحت تأثير الكحول.
الجوائز والترشيحات
تم ترشيحها للعديد من الجوائز وفازت بعدد منها اذ بلغت عدد ترشيحاتها لمختلف الجوائز (176) فازت بـ(114) جائزة منها، مثل ترشيحها لأوسكار أفضل ممثلة رئيسة عام 2011 عن فيلم (Winter’s Bone) وترشيحها لأوسكار أفضل ممثلة مساعدة عام 2013 عن فيلم (American Hustle) وترشيحها لأوسكار أفضل ممثلة رئيسة عام 2016 عن فيلم (Joy) وفوزها بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة رئيسة عام 2013 عن دورها في فيلم (Silver Linings Playbook) كما ترشحت عن نفس الدور لجائزة ستالايت، وجائزة الروح المستقلة وجائزة نقابة ممثلي الشاشة لأفضل ممثلة، مما يجعلها أصغر شخص على الإطلاق يتم ترشيحه لاثنين من جوائز الأوسكار لأفضل ممثلة وثاني أصغر ممثلة تربح الجائزة، وفي جوائز الغولدن غلوب ترشحت عن نفس الأدوار في نفس الأعوام، لكنها حصلت على الجائزة مرتين عامي 2013 و2014.
لدى (جنيفير لورانس) قدرة سحرية لإيقاف شخصيتها والدخول في الشخصية الجديدة، تجتهد لتنفذ ما يطلب منها على أحسن وجه، لا يهم ان تمثل دوراً اكبر منها فموهبتها تملأ أي مساحة تعطى لها، قالت في تصريح لها انها لا تتجول تبحث عن الادوار التي تشبهها، لكن تستخدم خيالها لأداء الدور، ويا له من خيال مبدع.