الاخيرة

تقمصات جامحة

تحرير عبد الرضا

يبدع الفنان في قدرته على تجسيد الشخصية التي يؤديها كل حسب اسلوبه، ربما يعتمد البعض على دراسته الاكاديمية او براعة المخرج الذي يوجهه وقد يلعب المكياج الفني عاملا مساعدا في نجاحه ايضا، لكن لنتفق ان الممثل الذي يؤدي دورا دراميا او كوميديا يعتمد بالكامل على موهبته. الجذابة ذات الابتسامة الساحرة (جوليا روبرتس) انتهجت طريق الادوار الدرامية الرومانسية والكوميدية في مسيرتها وببساطتها وتلقائيتها ابدعت وتوجت نفسها كفنانة من الطراز الاول. في فيلم (Erin Brockovich) قدمت شخصية متناقضة التصرفات لا تتوقع كلماتها القادمة اليك وقد تحكم عليها بناءاً على شكلها فيصدمك موقفها، اذ لعبت دور امرأة عزباء متحررة مع اطفالها الصغار لا تملك شهادة وتبحث عن عمل لاعالة عائلتها فتكافح من اجل قبولها في مكتب محاماة، يعاملها الكل باستهجان فتعاملهم بضراوة حتى يضعها القدر لتتحول الى مدافعة عن حقوق الناس المسلوبة بسبب جشع احدى الشركات، لتفوز وبجدارة بجائزة الاوسكار عن ادائها فيه، اما في فيلمها (Notting Hill)نجدها بشخصية (انا) ممثلة معروفة تحاول ان تعيش قصة حب وحياة طبيعية بعيدا عن اضواء الشهرة، رغم الخط الكوميدي الرومانسي للفيلم نجد مشاهد مؤثرة تعبر فيها (جوليا) عن المها بملامح شبه طفولية مقرونة بعينين دامعتين عندما تفشل في قصة حبها، فلا تجد امامك الا ان ترفع قبعتك لتحييها على هذا الاداء مع التأثر امام هكذا كتلة من المشاعر الهادئة والقوية بالوقت نفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى