المنمنمات… اسلوب فريد للتعرف على الحضارة
عدسة الفن – زهراء الالوسي
فن المنمنمات او (التزاويق) هي لوحة أو صورة صغيرة الحجم، تستخدم كتوضيح في كتاب أو تكون عملا فنياً مستقلاً بذاته، قام بتطويره فنانو الحضارة الاسلامية بعد ان ورثوه من الحضارات الفارسية والهندية، تمتاز المنمنمة بدقتها المتناهية والوانها البراقة، رسمت في كتاب من أجل توضيح الموضوعات التي حفلت بها الكتب والمخطوطات في العصور الوسطى، وتعد المنمنمات صوراً تسجيلية للحياة والبيئة والعادات والمعتقدات والطقوس والأحداث التاريخية والعمارة والزي والفنون، فضلاً عن قيمتها الفنية التي تطورت عبر التاريخ.
ولفن المنمنمات عدة مدارس، فهناك المدرسة البغدادية و المدرسة المغولية والمدرسة التيمورية، ثم المدرسة الصفوية والمدرسة المملوكية والمدرسة التركية والمدرسة الهندية، ثم المدرسة المعاصرة. يعد (بهزاد) الفنان الفارسي من ابرز رسامي المنمنمات حيث رسم العديد من الكتب واشهرها ملحمة (الشاهنامة) للفردوسي.
أنَّ أولَ كتابٍ عربي ظهرت فيه المنمنمات كان كتاب (كليلة ودمنة) وهو في أصله كتابٌ هندي ترجمه ابن المقفَّع إلى اللغة العربية، وتعد مخطوطة (مقامات الحريري) التي رسمها الفنان المسلم (يحيى الواسطي) عام 1237م، والتي تضم نحو مائة منمنمة تعد من روائع التصوير الإسلامي لما امتازت به من براعة في التصوير ومهارة في الأداء، ودقة في الملامح ذات السمات العربية.
ولأنها تعبر عن عادات وتقاليد المجتمع الإسلامي, أثارت مقامات الحريري اهتمام الناس في ذلك العصر لما امتازت به من تصوير دقيق للحياة الاجتماعية.
وتحتفظ المكتبة الوطنية في باريس بأهم مخطوط لمقامات الحريري الذي صوره الواسطي.