المسرح …اول الفنون وابيها…ما هي نقاط قوته للاستمرار؟
عدسة الفن – عقيل يوسف العدد:49
تنبأ البعض بنهاية الفن المسرحي واصبح يرى التلفزيون والسينما كفنٍّ راقٍ له اثره وتهديده للفن المسرحي، ولكن الحقيقة ان المسرح ظل صامداً لنقاط قوته التي تميزه عن باقي الفنون، ولتكن بداية حديثنا من تسميته (ابو الفنون)، فهناك نظريتين تبين سبب تلقيب المسرح بـ(أبو الفنون)، وأن كان يظهر أنه لا مجال للمنافسة أو المفاضلة بينهما، وإن مكانة المسرح قد تخلقت نتيجة الدمج بينهما، الاولى تعتبر المسرح جامعاً للفنون بتشبيهه بـ(الأب) الذي يعتبر عضو العمود الفقري لبنيان الأسرة، لذا فالمسرح هو الدعامة الرئيسة في بناء الفن، اما النظرية الثانية تأتي من منطلق ان المسرح هو أول الفنون، كونه أول الأنماط الإبداعية التي عرفها الإنسان، ويُقال أن الإنسان منذ بدء الخليقة بدأ في استخدام قدراته على التخيل من خلال تقليده لحركات الحيوانات وأصوات الطبيعة، وكانت تلك هي النواة الأولى لفن التمثيل، وابتكار المسرح كلون إبداعي مستقل بذاته، أمر برهنت عليه العديد من الأدلة التاريخية والمواقع الأثرية التي عُثر عليها والتي تدل على المكانة العظيمة التي تقلدها المسرح لدى العديد من الحضارات القديمة، وخلال قرون طويلة شهد فن المسرح تطورات عديدة، حتى أصبح على ما هو عليه اليوم.
ومن أعظم نقاط القوى في المسرح هو التأثير النفسي الانفعالي الذي يشكله، ويتشكل هذا التأثير غالباً في وقت مبكر من المسرحية ببداية تستحوذ على الانتباه، ثم ان المسرح فن بصري لا يكتفي بحركة الاشخاص لإلقاء الكلام والسرد بل ان حركة الشخصيات على الخشبة في أغلب الأحيان تساوي في أهميتها التعبيرية أهمية السطور نفسها، واضافة لكون المسرح بصري فهو سمعي حيث ان للكلمات المقام الاول والأكثر تأثيراً في روحية المشاهد، ويقترب الكاتب المسرحي في ذلك اكثر من اقتراب الروائي، اما العامل الحسي للمسرح يعتبر مصدر قوة كبيرة، فالمسرحية الواقعية تكتسب نوعاً من المصداقية والمسرحية التعبيرية تفتح الخيال لما هو رمزي. المسرح هو فن متصل بجمهوره وفن المشاهدة المباشرة الذي يعتمد على استجابة الجمهور وتفاعله، لذا ومن خلال هذه النقاط والسمات استحق المسرح ان يكون ابو الفنون الخالد.