المسرح المدرسي…بداية الابداع
بشرى نجم الدين
كلما بحثنا في سيرة احد مبدعي المسرح نجد ان بدايته في المسرح المدرسي، اذ يعد هذا المسرح احد انواع مسرح الطفل ويعرفه البعض كلون من الوان النشاط الذي يؤديه الطلاب في مدارسهم تحت اشراف معلميهم داخل الفصل أو في صالة المسرح المدرسي، فهو ليس مجرد متعة لسد فراغ الطفل بل وسيلة تربوية لنقل المعلومة العلمية الصحيحة وكل ما هو نافع وناجح لبناء شخصيته وكيانه عبر فنون المسرح وعالمه الخاص لما له من تأثير نفسي وسلوكي في حياة الطفل فيعتبر متمما للعملية التربوية، والطفل يرتبط بشكل جوهري في التمثيل منذ اعوام عمره الاولى عندما يتخيل ويتحدث مع لعبه، عبر سيناريو يؤلفه ويخرجه ويمثله الطفل ذاته، لذلك تكون علاقته بالمسرح اندماجية منذ الصغر وللمسرح المدرسي فلسفته الخاصة التي تميزه ذلك أنه يسهم في تحقيق التقدم الدراسي والتزود الفني واثراء قاموسه اللغوي وتنمية قدرته على التعبير واكتسابه قيما تربوية واخلاقية بالاضافة الى اعتباره وسيلة لتخفيف الضغوط النفسية وتعزيز الثقة بالنفس خاصة للاطفال المشاركين بالتمثيل بجانب تنمية الذوق الفني والجمالي التي تكسب الطفل العديد من العادات الاجتماعية والقيم السلوكية الجميلة.
من اوائل بلدان العالم التي اولت المسرح المدرسي اهتماماتها امريكا واوروبا، فقد اقيم اول مسرح تعليمي للاطفال عام 1930 بالولايات المتحدة الامريكية بنيويورك باشراف الاتحاد التعليمي، وفي الوطن العربي تقدم زكي طليمات، رائد المسرح المدرسي عام 1936 بمذكرة لوزارة المعارف نصت على انشاء مسرح قابل لطيه وتركيبه في اي مكان بكل مدرسة ثانوية.