المذهب الطبيعي…الابتعاد عن الخيال والتمسك بالطبيعة
فاطمة رحيمة العدد:51
بعد ان تعرفنا على المذهب الواقعي مذهب الصدق والموضوعية الذي اكتسح كتابات الرواية والاقصوصة والمسرح وايضا الشعر فكان مقتبس من البيئة الاجتماعية آنذاك، نأتي الان الى محطة المذهب الطبيعي فبعد ضعف المذهب الرومانسي في فرنسا وكثير من دول اوربا وامريكا تلهف الناس على ان يحدثهم الادباء عن حياتهم بصورة طبيعية دون تكلف وخيال، فالمذهب الطبيعي منسوب للطبيعة اي كما خلقها الله، لم تتأثر بالعوامل الخارجية الطارئة التي يصنعها المجتمع في الغالب بما يتواضع عليه من تقاليد واداب وما يبتدعه من اصول الذوق العام، الادب الطبيعي يحدثنا عن الحياة الطبيعية الفجة التي لم تتأثر بالعوامل المكتسبة. الاخوين الادباء (دي جونكور) و(جول) اول من ابتكرا المذهب الطبيعي في الادب الفرنسي فكتبا في الادب الصرفي والرسائل والمقالات والمسرحيات فكانت شخوص المسرحية صرفة من الحياة العامة لا يزيدان فيها ولا ينقصان. الغرض من الكُتاب الطبيعين توفير اكبر قدر من المستندات الحية للاجيال التالية فهم يعرفون بها كأنهم يرونهم بها رأي العين. من اهم اعلام المذهب الطبيعي (اميل زولا (Emile zola والمسرحي ( دي موباسان) للكاتب في هذا المذهب طريقته الخاصة في كتابة مسرحياته فهو يقلل من عناصر موضوعه ويجعل عقدته ان كانت لديه عقدة غاية في البساطة مقللاً من الحركة مقتصداً في حيل المذهب الرومانسي من الاحاديث الجانبية التي يتمتمون بها مع بعضهم حتى يسمع الجمهور حوار غيرهم من الممثلين، فهو يستعمل الحوار الطبيعي المتبادل بين المتحدثين بدلا من القطع الطويلة التي يلقيها ممثل واحد، فيبقى هدف الطبيعيون ان يضعوا الناس امام الحقيقة التي خلقوا عليها لا لبس فيها ولا غموض ولا تعميه غرضهم من هذا ان يفهم المصلحون حقيقة النفس الانسانية قبل اصلاحها.