الراعـي الأجيـر ….رمزية الالوان في التعبير عن الافكار
عدسة الفن – – تحرير عبد الرضا
لوحة (الراعي الاجير) للفنان البريطاني (وليام هولمان هانت) والتي رسمت عام 1851، من اللوحات التي ترينا صورة ولكنها تخفي بمضمنوها افكاراً اخرى. نجد في اللوحة منظراً طبيعيا للريف الانكليزي يمثل مرعى للماشية، وتوضح اللوحة بشكل رئيسي الصبي والذي يمثل الراعي المهمل لانه مشغول بالتودد ومغازلة الصبية التي تجلس بقربه. الفتاة رسمت بتفاصيل جميلة وبدت عليها ملامح الدلال يقابلها مشاعر الخضوع على الراعي، اما الطبيعة فنلاحظ فيها الدقة في رسم الاشجار واوراقها والازهار المتناثرة ورسم الخراف بحالات متنوعة وتفاصيل الملابس، ولكن اذا درسنا الفترة التاريخية التي رسمت فيها اللوحة سنرى ان الصورة برمزيتها ابعد ما تكون عن صورة لمنظر طبيعي مع عاشقين صغيرين، اذ استخدم الفنان رمز اللامبالاة التي مثلها على ملامح الراعي ازاء عمله الذي اهمله ليمثل اهمال القادة لواجباتهم ومثل البشر بالخراف. انجلترا في منتصف القرن التاسع عشر كانت تشهد نقاشا حاميا بين رجال الدين والذين كانوا هدفا للوم والانتقاد لفشلهم في توجيه أتباعهم وتبصيرهم، كما ساد اعتقاد آنذاك بأن البلاد غير محصّنة ولا موحّدة بما يكفي لصدّ غزو قادم، وقد اكد (هان) هذا المبدأ عندما رسم بعد عام واحد لوحة اخرى اسماها (الخرفان الضالة) وفيها تظهر مجموعة من الخراف وهي تخطو على أطراف منطقة جبلية وعرة فيما يوشك بعضها على السقوط من فوق الحافّة باتجاه الهاوية اشارة لتفاقم الوضع. (وليام هانت) كان إنسانا متدينا وميالا للفضيلة والأخلاق وربما اراد بلوحاته نقل حزنه على ما يجري ببلاده تلك الايام.