الخطاب المسرحي رسالة المسرح الى الجمهور
مروه فاضل شاطي
لا شك بأن الخطاب المسرحي ركن اساسي وعمود للمسرح الجيد الذي يبين حيثيات وحقائق مجملها توجيه العنصر الرسالي والبت بفحوى الموضوع بكل جدية وموضوعية، ذلك يأتي كون الخطاب المسرحي لا يهدف إلى تحقيق متعة أو تسلية المتفرج فحسب، ولكن بتبليغ خطاب معين يُحرص فيه على أن يلبس أجمل حلية ويتزين بأحلى الأزياء الممكنة، ويتأنق ويتألق من أجل تحقيق المبتغى او (الرسالة البحتة)، ويبرز ذلك في لغة الخطاب المسرحي المكثفة الخالية من التكليف والمبالغة وجمله المعبرة وكلماته المشعة البراقة البعيدة عن التعقيد التي تتوجه نحو المتلقي، والكتابة الحقيقيّة للمسرح هي تلك الّتي تتنامى في فضاء خشبة المسرح، وتستمرّ حتّى لحظة اتصالها ووصولها لذهن المتلقي، فالمسرحية تعني فنّ أو اسلوب تحويل النصّ إلى خطاب مسرحي محمّل بدلالات معينة تنفتح على مجالات أبعد من حدود السّرد العادي المكتوب.
إنّ الخطاب المسرحي يرتقي بدراميّة النصّ ليصبح خطاباً تجاوزيّاً ضمن فضاء مغاير يصنعه خشبة المسرح والممثّل والمتلقي معا، وتتحقّق هذه الكتابة المسرحية عبر الإجراءات الآتية: التّكييف، التّحويل، التلقّي، وهذه المصطلحات تتعدد وتتشعب في إطار وصف الخطاب، وبعبارة أخرى: إنّها توظيف ووعي بمفردات وعناصر العمل المسرحي الماديّة المجسّدة بكلّ ما يتوفّر عليه من إيحاءات وتوليدات ومعطيات، أي كلّ ما يتعلّق ببنية النصّ من الخارج . أذن فالخطاب المسرحي هو فن مركز لايمكن الاستغناء عنه مطلقاً فلولا الخطاب لايوجد عمل مسرحي رسالي وهدف من العمل.