علي الاكبر عباس
التصوير السينمائي أو السينماتوغرافي هو عملية تحويل الافكار والكلام والحركة والحالات والانفعالات الداخلية وكل الاشكال الاخرى الى منظور، ان ادوات السينما وتقنياتها يستعملها المخرج كما يستعملها مدير التصوير كذلك، التصوير هو تقنيات لا غير، لكن الامر اعقد من ذلك حينما يتعلق الامر بحكاية قصة، وهذه القصة يجب ان تروى بتعبير فني يرقى الى مستوى الرسامين الكبار.
ان المصور بكاميرته مثل الرسام بفرشاته، فاغلب مديري التصوير لهم المام بفن الرسم، ان لم نقل ان بعضهم رساما، غير انه يرسم بالضوء، وعادةً التصوير السينمائي يكون نتاج تعاون مشترك بين المخرج برؤيته الفنية ومدير التصوير بالخبرة التقنية بصفة عامة والى ابعد الحدود فان المعرفة الاساسية لتقنيات السينما والتصوير خاصة لدى مدير التصوير تلتقي مع المعرفة التي لدى المخرج .
المصور عليه ان يكون على دراية بالمفاهيم الاخراجية ومن ثم يكون قادرا على اختيار مدير التصوير الجيد، فمدير التصوير ليس هو ذلك المصور الذي يحمل الكاميرا ويموضعها لياخذ صورا واضحة فقط، لكنه كما يقول احد رواد التصوير بامريكا وهو (شارل جالوي كلارك): ” يجب ان يكون لديه احساس بالتكوين، المعرفة التامة بالعدسات والمواد الفلمية، وما يمكن ان يعمله بهم والمدى الذي يستطيع ان يصله باستعمالهم يجب ان يكون خبيرا بالالوان وسيكولوجيتها، هو الوحيد الذي يمتاز بالابداعية و الخلق الفني التقني”.
