الارتجال المسرحي…سمة الممثل الجيد وايقونة العفوية
سامر حميد
يمكننا ببساطة تعريف الارتجال بأنه نوع من انواع العفوية التي اعتمد المسرح عليها في مواقف معينة، كما يحدث في المشاهد الكوميدية بالمسرحيات الدينية ومسرحيات الفارس المستوحاة من التراث الشعبي وكذلك عروض الميلودراما والبانتومايم وفي ملاهي الميوزك هول، كما ورد تفسيره في المعجم العربي (لسان العرب) كابتداء الخطبة أو الشعر من غير تهيئة.
ان مفهوم الارتجال يختلف بين حضارة واخرى ففي البلدان العربية نجده في الموال والتقاسيم الحرة وفي السودان نجده في الدوبيت، اما في الحضارة الغربية نجده في الموسيقى الكلاسيكية في فقرة اداء حر.
هناك عدة انواع للارتجال منها ارتجالات فردية، ارتجالات ثنائية وارتجالات جماعية.
ان المسرح الانساني قد بدأ بالارتجال الفطري الطبيعي الذي كان يتسم بالعفوية والتلقائية ضمن مرحلة الظواهر الفردية، وبالرغم من كون المسرح اليوم يقوم على ضبط النص وحفظ الادوار حفظا دقيقا، الا ان للارتجال مكانة هامة ومعتبرة في المسرح المعاصر سواء في مسرح الكبار ام في مسرح الصغار، اذ يعد الخطوة الاولى التي يلتجأ اليها الممثل لبناء شخصيته الفنية، وبناء ذاته فوق الخشبة، على ان يكون صاحبه ذو موهبة فنية عالية.
تم تأسيس اول فرقة للعمل الارتجالي المحترف عربياً في بيروت عام (2008) من قبل المخرج (اللبناني لوسيان بورجيلي) ومن ثم قدم (بورجيلي) العمل الارتجالي التفاعلي بمسرحية (متلنا متلك) في بيروت وعمان، وكان هذا العرض بمثابة الشرارة الاولى للمسرح الارتجالي العربي منذ ذلك الحين.