مسرح

الاخوان الرحباني…ريادة في المسرح العربي

عدسة الفن – حسام صباح

عرفت فترة الستينيات حتى منتصف سبعينيات القرن الفائت حركة مسرحية شعبية في لبنان وبعض الدول العربية، وفي خضم كل تلك الأجواء، انطلق المسرح الرحباني إلى الوطن العربي، بطابعه الفريد وشخصيته الفنية الذاتية، الذي كان له تأثيره في المناخ الثقافي والفني والاجتماعي حتى بات من أبرز وأهم الفرق المسرحية العربية.
ان الكثير من الأعمال المسرحية التي وضعها الأخوان عاصي ومنصور الرحباني ، حملت رسائل في حب الوطن، حب الأرض وحب الفقراء.
من هذا المفهوم انطلقت أعمال الأخوين رحباني في العام 1960 مع مسرحية (موسم العزّ) في مهرجانات بعلبك، بطولة صباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين، وبلغ زياد الرحباني ذروة الفن المسرحي في بداياته (سهرية) و(نزل السرور) و(بالنسبة لبكرا شو) و (فيلم أميركي طويل)، ليصل إلى منتصف طريق بداية التقهقر في مسرحية (شي فاشل) التي واجهت موجة من الانتقادات اذ تعرّض زياد الرحباني ومعه والدته فيروز لوابل من النقد والمقارنة.
ودان بعض المنتقدين المسرح الرحباني من خلال الأغاني التي تقدم في النص المسرحي معتبراً أن الأغنية في هذا المسرح كانت على حساب المسرحية وخصوصاً أغاني السيدة فيروز لكنهم لم يدركوا أن داخل كل أغنية مشهد مسرحي وأن فيروز مع الثنائي الرحباني حرروا المسرح العربي من التقليدية والنمطية فأضافوا بعداً درامياً بتلحين الكلام البسيط والعادي.
ومن اعمالهم في المسرح: (أيام الحصاد)، (محاكمة)، (موسم العز)، (البعلبكية)، (جسر القمر)، (عودة العسكر)، (الليل والقنديل)، (بياع الخواتم)، (دواليب الهوا)، (ايام فخر الدين)، (هالة والملك)، (الشخص)، (جبال الصوان)، (يعيش يعيش)، (صح النوم)، (ناطورة المفاتيح)، (ناس من ورق)، (المحطة)، (قصيدة حب)، (لولو)، (ميس الريم)، (المؤامرة مستمرة)، (الربيع السابع)، وغيرها.
ومن هنا نكتشف أن مسرح الأخوين رحباني الذي صنع مجد الفن في لبنان والعالم العربي، استطاع أن ينتج إلى جانب الأعمال الخالدة، عائلة فنية راقية اختلفت على إرثها المادي ولكنها برعت في الحفاظ على أرثها الفني الباقي مدى الأجيال واستطاع ان يثبت ان الاغنية يجب ان ترافق المسرحية اذ تعبر في فحواها عن هدف المسرحية وتوضح للمشاهد ان لها تأثيرا واضحا في مفهوم الحبكة المسرحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى