الإضاءة المسرحية نور على الابداع
حسين هادي
الاضاءة عنصر مكمل لفنيات العرض المسرحي، ويغتنى العرض بوجودها الفاعل، فتؤثر على نجاح المشهد وأضافة جاذبية خاصة على الصورة المسرحية التي يراها المتفرج وتكتسب الإضاءة المسرحية أهميتها من التعامل الواعي والمدروس مع كل مفتاح حتى لو أكتفى العرض كاملا بثلاث نقلات أو أكثر أو أقل، فالإضاءة هي لغة فنية تصاغ بشكل مدروس ومحدد لإضافة دلالة أوحالة نفسية محددة ومقصودة بحد ذاتها. وخلافاً للفنون البصرية الأخرى تعتمد الصورة المرئية على خشبة المسرح على التوزيع الدقيق لأجهزة الإضاءة لإضفاء الإحساس العميق بتناغم عناصر التكوين بين شدة الضوء والضلال الناتجة لتحقيق المناخ التشكيلي للحدث الدرامي، لذا يعتبر الضوء من أهم العناصر التي تبرز قيمة العرض المسرحي. بداية الاضاءة المسرحية كانت باستخدام المشاعل ولكن الإضاءة بهذه الطريقة سببت الكثير من المشاكل كالحرائق ومضايقة الحاضرين لما تتركه من سحب الدخان الكثيفة، مما حدا برجال المسرح بابتكار طريقة أخرى للإضاءة المسرحية باستخدام الشموع بدلا من المشاعل باعتبارها أخف وطاءة، ثم أخذت الإضاءة المسرحية بالتطور ودخلت نظرية جديدة في الإضاءة في عصر النهضة وكانت الإضاءة باستعمال لمبات الزيت والزجاج الملون لإعطاء إضافة لونية على المنظر المسرحي، وبعد اختراع المصباح الكهربائي من قبل العالم أديسون عرف المصباح طريقه الى المسرح ودخلت فيه الإضاءة المسرحية طوراً جديداً من أطوارها وبذلك سد الفراغ في مجال الإضاءة المسرحي، وكما نرى اليوم بان الاضاءة المسرحية ركنا أساسيا من أركان العروض المسرحية وعنصر مكمل للعرض المسرحي الذي يكاد يفقد الجاذبية بغياب الإضاءة المسرحية.