(أنغياري) … اللوحة التي اختفت لخمسمائة عام

زهراء نجم

تميزت جدارية (أنغياري) للرسام العالمي (ليوناردو دافنشي) بلغز اختفائها وعمليات البحث عنها حتى أنهم أطلقوا عليها تسمية (ليوناردو المفقود)، حيث ذكر مؤرخوا الفنون اللوحة بأنها احد أهم وابرز أعمال (دافنشي) ، جدارية (أنغياري) يبلغ طولها ستة أمتار ونصف وعرضها أربعة أمتار وهي عبارة عن مشهد محوري يصور أربعة رجال يركبون خيول الحرب المستعرة ويدخلون في معركة لحيازة الراية، ومعركة (أنغياري) هي إحدى معارك حرب فلورنسا ضد (بيزا) التي خدم بها (ليوناردو) كمهندس لصالح فلورنسا، وبعد انتصار فلورنسا بدأ (ليوناردو) بتصميم زخرفة وجدارية خاصة تجسد الانتصار في قاعة (فيتشيو) في قصر (بالاتسو فيكيو) الضخمة وتم الانجاز عام 1505 لكنه لم يكمل اللوحة، ولم يكن تبقى له سوى بضع خطوات، وفي عام 1563 خضعت فلورنسا لحكم أسرة (ميديتشي) التي كانت في حلف مع ميلان( حليفة بيزا)، وأوكلت الأسرة مهمة تجديد القاعة للرسام والمعماري (جورجيو فساري)، الذي قام برسم لوحات تجسد بطولات الأسرة، أمرت أسرة (مديتشي) بإزالة جدارية (انغياري) لكن إعجاب (فساري) بها جعله يخفيها تحت جدارية أخرى قام برسمها، وبقيت (انغياري) سرا لمدة 500 عام، إلى إن قررت الحكومة الايطالية البحث عنها في عام 2012 حيث قاموا بإدخال مسبار صغير في جدارية (معركة مارتشيانو) لـ(فساري)، والتقطوا صور عبر كاميرات صغيرة، وعينات أصباغ بعد تحليلها قال الباحثون إنها نفس الأصباغ التي استخدمت في رسم (الموناليزا) ولوحة (يوحنا المعمدان)، وهي صبغة لم يستخدمها سوى (دافنشي )، وهي عبارة عن طلاء اسود مكون من مزيج المنغنيز والحديد، وبهذا يكون تم حل لغز جدارية (انغياري.(