أعظم إنجاز فني للمجنون الفرنسي (جاك ديفيد) في (لحظة موت سقراط)
مؤمل احمد قاسم
لوحة الفنان الشهير (جاك لويس ديفيد) والتي تفسر قصة (سقراط) واللحظات الاخيرة من حياته حين حكمت عليه الحكومة بأن يختار بين الموت بالسم او النفي عقابا له على الدروس التي كان يعطيها ويحرض فيها على احتقار الالهة ورفض (سقراط) النفي واختار الموت بالسم.
اللوحة تصفه وهو جالس في سجنه على السرير، وحوله بعض تلاميذه ومنهم (افلاطون) الذي جلس عند اخر السرير منكسا رأسه حزنا على أستاذه ومعلمه، و(كريتون) صديق (سقراط) وهو جالس بجانبه وقد وضع يده على فخذه يواسيه، و(سقراط) يتناول كأس السم بكل ثقة ورباطة جأش ويلوح بيده اليسرى رافعاً أحد أصابعه يخطب في تلاميذه ويوصيهم بالثبات على المبدأ، وقد بدا جسمه متماسكاً قوياً رغم كبر سنه، وكان الجلاد حزيناً وهو يناول سقراط الكأس الذي فيه السم، إنها صورة معبرة عن لحظة رهيبة عاشها ويعيشها كل فيلسوف حر.
تمثل هذه اللوحة التي برع في تنفيذها هذا المجنون الفرنسي اللحظات الأخيرة لحياة سقراط، والتي لم يتمالك تلامذته مشاعرهم فيها فانفجروا يجهشون بالبكاء مثيرين غضب المعلم، فرد عليهم بقوله:
” ماذا تفعلون؟ لقد أمرت زوجتي بالرحيل حتى لا أرى ما يشبه مظاهر الضعف هذه، أريد أن أموت بصمت الخشوع، فتمالكوا مشاعركم” .