اسل الصفار/ امريكا العدد:50
لقصته العديد من الشبيهات بأفلام أخرى، وليس هناك ما يميزها كثيراً عن أي قصة جيدة للدراما البوليسية، الذي يميز العمل كفيلم كامل عن غيره هو الأداء الإستثنائي لكادره الفني وبالأخص مِن العملاق (فينيكس) والأسطورة (دوفال) والمخرج الذي تعامل بذكاء مع قصة عادية وحوّلها الى ما يستحق المشاهدة والثناء.
يحرص (فينيكس) على تقديم مستواه الراقِي بأداء أدوار الشخص المضطرب والمحبوس بين عالمين متناقضين، بينما يبقى عطاء (دوفال)، كما عودنا ولعقود مضت، قوياً، مؤثراً، رزناً، كل حركة وكل نظرة منه تشع عبقرية وكل كلمة تصدر من فمه لها صدى مدوٍ. يُحمد جهد الكاتب- المخرج الذي عمل على جمع الطاقات الفذّة التي بين يديه مع الكلمات التي سطّرها بطريقة عرض ذكية تجذب إهتمام المُشاهِد وتجعله يتفاعل مع الأحداث من أول لآخر دقيقة بالفيلم.
تدور أحداثه حول رئيس قسم شرطة لديه ولدين أحدهما شرطي والآخر مدير لنادٍ ليلي. تحصل حساسيات بين العائلة لإختلاف طبيعة حياة الولدين (واحد يقضي يومه مع أناس تتعاطى وتتعامل بالمخدرات، والآخر يقضي نفس اليوم بمحاولة القبض على هكذا أناس).
تتطور الأمور لدرجة تستدعي تضحية كبرى من أحدهم كمحاولة ليسعِف الآخر. يحوي الفيلم مشاهِد جميلة، منها الممتاز الذي يعلق بالذاكرة، على سبيل المثال (رئيس قسم الشرطة يتدرب بحلبة ملاكمة ليلاً.. ينتبه الى إثنين مَن كبار رجال الشرطة يقتربان نحوه بمهل.. يقفان أمامه بهدوء.. ينظر اليهما ويسأل: “أي مَن وَلَدَيّ؟”، يخبره الشرطيان تفاصيل الفاجعة.. يطلب منهما الذهاب ويخبرهما إنه سيتبعهما بعد قليل.. يغادر الشرطيان.. يقف رئيس قسم الشرطة للحظة، ثم ينهار ساقطاً على الأرض).
هذا ثاني تعاون بين (فينيكس) و(واهلبيرگ) والمخرج (گراي). وواحد من أربعة أفلام يتعاون بها المخرج مع (واكيين فينيكس).
عمل جدّي يستحق المشاهدة بالتأكيد، أختلف عليه النقّاد، بعض منهم لم يجدوا به (شئ ما) كفاية، لم يجدوا أكشن كفاية، أو دراما كفاية، او عمق كفاية.
نجح الفيلم مادياً، اذ بلغت كلفة إنتاج الفيلم (21) مليون دولار أميركي ووصل مردوده المالي الى (54) مليون دولار أميركي على شبّاك التذاكِر، (22) مليون كمبيعات عند نزوله للبيع على شكلDVD ، و(32) مليون كمردود إستئجاره بمحلات تأجير الأفلام. الفيلم إنتاج عام 2007، سيناريو وإخراج: جيمس گراي، تمثيل:واكيين فينيكس، مارك واهلبيرگ، إيفا مينديز، روبرت دوفال.
