نوافذ سينمائية

(The Pursuit Of Happyness)..اخبروا أولادكم عن هذا الفيلم

سامر حميد – العدد 55

زاوية خاصة، غرفة مظلمة كظلام المحتوى في البداية، سماعات للاذن لكي يصل الشجن الى القلب بصورة اوضح، كن جاهزا لقراءة اقتباسات قد تغير الكثير من تصرفاتك، هذا ما يجب ان تفعله قبل ان تفكر حتى بمشاهدة الفيلم، لانك بمجرد رؤيتك للبوستر وظهور (ويل سميث) بهذا الوجه والثياب الرثة ستتقلب مشاعرك الى الحزن الذي سيرافقك فيما بعد في محطات يسير القطار فيها بشكل بطيء خوفا من حدوث كارثة واختلال بعطفك الانساني.
اتحدث عن فيلم انتج عام (2006)، والذي يعتبر فيلم (سيرة ذاتية) بقصة حملت كفاح شخص يدعى (كريس غادنر) في سان فرانسيسكو عام (1981). انه فيلم عن الامل والاصرار والكفاح لهذا كتبت في العنوان (اخبروا اولادكم عن هذا الفيلم)، لان من يمتلك الذرية لديه قصة كفاح يرويها لابنه، وقد يخونه التعبير احيانا او لا يستطيع ان يحمل الوصف المناسب لشرح حالته وهو يراه يكبر في ضل وقوفه ضد الظروف والصمود حتى اصبحت شابا لديك كيانك الخاص (وهنا اكلمك انت ايها الشاب).
ان هذا الفيلم سيروي معاناتكم ايها الاباء التي عانيتم منها من مر المعيشة بأشكالها وبدون ان تنطقوا بكلمة واحدة. تخيلوا معي ما يلي، زوجة هجرت زوجها لعدم امتلاكه لمقومات المعيشة تاركة ابنها مع ابيه الذي يحاول جاهدا كفطرة الاباء جميعهم لحصوله على افضل حياة ينعم بها، ولكن الاب هنا ما هو الا سعفة وسط ريح عاتية، والريح هنا هي الاموال التي لم يلامس بطلنا بريقها ولمعانها سوى في جيوب غيره.
انا اعتقد ان السينما اخرجت دموعا من جوفها لان عيناها كانت مشغولة بمشاهدة هذه التحفة الحزينة، في مشهد نومه بالحمام الذي كان ابداعيا بحق، والمشهد الاخير الذي يعتبر تتويجاً لحالة الحزن التي عشناها وصبرنا على تلك المآسي التي تحملناها من اجل الخروج بنتيجة فنية وقد حصل ذلك. (ويل سميث) كان يقدم اداء العمر وقتها ولكنه لم يكن يعلم ذلك، ولكن بعد مرور (12) عاماً على فعله ذلك ها نحن نقولها له:كنت صاحب الامتياز هنا يا (ويل)، ولنخبر الفيلم ايضا اننا لن ننساه مطلقاً لانه من صنف الافلام التي تعطينا كمية لا متناهية من الامل بوصفة فنية يجب ان تدرس في كليات ومعاهد الابداع السينمائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى