نوافذ سينمائية

(Still Alice)…لم يبقَ منها سوى الحب

مرتضى فاضل

اعتقد ان فكرة الوصول الى اعلى المراتب تتطلب الكثير من الجهد الاستثنائي، وهذا مافعلته (أليس) لكي تحصل على اعلى شهادة وهي الدكتوراه في علم اللغات، كانت حياتها تسير بكل نجاح لكن احيانا يقع الانسان بمواقف غير مرغوب بها في وقت مبكر من حياته، هذا ما حصل مع الام الرائعة (أليس)، الام لثلاثة ابناء من زوجها (جون هولاند) حيث اصابها النسيان في اشياء صغيرة ثم بدأت تزداد حالتها سوءاً لتقرر زيارة الطبيب (بنجامين) لكي تكتشف ماذا اصابها في عمر الخمسين، ولكم حرية الدهشة فقد اصابها الزهايمر، نعم في سن مبكرة من حياتها بحيث قررت ان تقول لابنائها ذلك، وبالطبع لم يصدقوا ذلك بالتأكيد لأنه من غير الممكن ان يصاب احد بالزهايمر في مثل هذا العمر المبكر.
قدمت (جوليان مور) باكورة اعمالها في هذا الفيلم بعدما قامت باداء كبير استحقت الفوز بجائزة الاوسكار عنه بجدارة برغم بقية المرشحين الاقوياء.
(لا تزال أليس) من الافلام البارزة التي تترك اثر في مخيلتنا ونفكر به والالم الذي رافق البطلة طوال الفيلم، ليس من السهل ان تعيش مع شيء بعد كل ما وصلت به لحياتك، كما ان الدور الاخراجي الذي قدمه الثنائي (ريتشارد غلاتزر) و(ووش وستمورلند) كان رائعاً للغاية استخدموا فيه كل الاساليب الممكنة لايصال ذلك النوع من الالم الهادئ ومن ثم تحوله الى بركان من قساوة المشاهد التي شاهدناها وخاصة ذلك المشهد الذي وقفت به (أليس) لكي تلقي خطابها فكان مشهد اً مؤثراً يستحق البكاء لاجله، الا انّ الفيلم شديد الواقعية والانسيابية لدرجة تجعلك تصل معها الى هذه النهاية وانت غير متفاجئ من النتيجة، متمنيًا معها الموت الذي يحافظ على بقائك، وبقاء ذكراك جميلة ناصعة في اعين من احبوك.
لا ننسى دور زوجها المحب الذي لم يتركها للحظة وظل صامدا من اجلها وهو يعلم جيدا انها ربما لن تكون معه العام المقبل …لكن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى