نوافذ سينمائية

(L.A. Confidential)..كل شيء مشبوه…كل شئ للبيع…لا شيء حقيقي

اسل الصفار/ امريكا

تدور أحداث فيلم (L.A. Confidential) حول مدينة لوس أنجلوس بالخمسينيات، يعرّفها لنا الصحفي سِد هوجينز (داني ديفيتو) كمدينة المستقبل الواعد. وهي أيضاً المدينة التي يحاول العديد نخر عظامها حتى النخاع مثل المافيات والتي من أبرز قادتها (ميكي كوهين) الذي تم القاؤه بالسجن مؤخراً.
تبدأ أحداث الفيلم مع تصفية بنطاق واسع لمساعديّ (كوهين) ولكل مَن يحاول أن يأخذ مكانه، فنراهم يتساقطون يميناً وشمالاً بلعلعة الرصاص، وبنفس الوقت تحاول شرطة المدينة، بقيادة رئيس الشرطة الكابتن دادلي سميث (جيمس كرومويل)، أن تستغل الموقف وتقلع وجود المافيات من جذورها حتى وأن تم الأمر بطرق بعيدة جداً عن القانون.
بوجود فساد متأصل وراسخ عند أفراد الشرطة نبدأ بالتعرّف على واقع لا يعرفه الكثير من الناس عن المدينة البرّاقة، تفشي المخدرات، الرشوة، والجرائم. آخرها جريمة شنيعة بمطعم تؤدي بحياة عدة أفراد، أحدهم محقق شرطة.
يبدأ التحقيق بالموضوع بجدية وبتركيز ويؤدي الى نتائج سريعة وفعّالة، لكن تبقى هناك بعض الخيوط السائبة للقضية، يتعلّق بها ثلاثة محققين للشرطة، ليبدأوا من هناك محاولة الوصول لما حصل فعلاً ومسببات المذبحة بذلك المطعم.
يعمل كل محقق بشكل فردي ومن غير تعاون مع الآخرين لإكتشاف حل اللغز ذلك لعدة عوامل أهمها إختلاف الأسباب التي تدفعهم للتحقيق، إختلاف الأقسام التي يعملون بها، وفقدان الود بينهم أساساً.
فالمحقق (إيدموند إيكزلي) طموح ووصولي، هدفه من التحقيق هو عائد وظيفي لمرتبة أعلى و أنواط إستحقاق، قام بدوره (كاي بييرز)، اما المحقق (بود وايت) تتناسب قابليته الذهنية والجسدية عكسياً، فهو ضخم، قوي، تقوده عاطفته للنظر على العالم حوله، ادى شخصيته (راسِل كرو.(
المحقق (جاك فينسينيس) يحب عالم الشهرة والأضواء، يخسر الكثير من نفسه للإنتماء لذلك العالم، و يرى التحقيق بلغز الجريمة كوسيلة. لاعادة إحترامه لنفسه، ومثله (كيفِن سبيسي.(
يمسك كل منهم برأس الخيط ويتتبعه محاولاً الوصول الى الحل، يلتقي المحققون مع بعض أثناء سعيهم، ليس بأحسن الظروف أحياناً، ويحاولون أن يتعاونوا للوصول الى الحقيقة.
يأخذنا الفيلم برحلة ساحرة يستعرض من خلالها تفاصيل دقيقة جداً، عالمُ نعرف بعضاً عنه ونجهل معظمه، ومعظمه ليس متفائلاً غالباً، غني بشخصيات متعددة تعكس ذاك العالم، مدروسة بدقة مخيفة وبإختيار محترم للممثلين ليعكسوا بدورهم تلك الشخصيات .بهذا العمل تنبثق القابلية التمثيلية للكادر الفني كالحمم البركانية، هنا ستجدون أفضل اداء لـ(راسِل كرو) و(ليس بكلادييتور). تتحصّن قابلية التمثيل بنص حاد كالموس مليء بالعبارات الذكية والحوار الغني، كل مشهد يحوي (كيفن سبيسي) يبهر أكثر من الذي قبله.
يتحمل المخرج (كُرتيس هانسون) وزن هذه الطاقات الفنية ومسؤوليتها ويقدّم بمهل وحرص ودقة، بكل مشهد، بكل زاوية تصوير، بكل كلمة، درساً فنياً يتوجب على محبّي الفن طلبه من المهد الى اللحد.
تغنّى النقّاد بالفيلم وأعتبره العديد منهم كأفضل فيلم لعام 1997، وقد حقق إيرادات معقولة على شباك التذاكر بـ( 126) مليون دولار أميركي عالمياً مقابل ميزانية تعادل (35) مليونا.
ترشح الفيلم لتسع جوائز أوسكار، فاز منها بأثنتين: جائزة أفضل ممثلة مساعدة لـ(كيم بَيسِنكر) وأفضل سيناريو مقتبس. الفيلم إنتاج عام 1997، ومن إخراج (كُرتيس هانسون)، وسيناريو(براين هيلكيلاند) و(كُرتيس هانسون) عن رواية بنفس العنوان للكاتب (جيمس إيلروي)، الموسيقى لـ(جيري كولدسمِث)، وتمثيل (راسِل كرو)، (كاي بييرس)، (كيفِن سبيسي)، (جيمس كرومويل)، (كيم بَيسِنكير) و(داني ديفيتو).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى