نوافذ سينمائية

(Blade Runner)…مابين عام الـ(1982) والـ(2017)

احمد محمد/ الاردن

تمنيت ان يخرج (ريدلي سكوت) الجزء الثاني لهذا الفيلم، لكن بعد المشاهدة بامكاني القول ان العمل بديع، بل هو قفزة نوعية بالتصوير والموثرات البصرية ولا اعتقد انه للان قد جاء عمل بهذه الدقة وبهذا الجمال .
لن اعرج كثيرا على القصة، وهنا اخص الجزء الثاني، لكن برأيي الجزء الاول كان افضل من هذه الناحية والجزء الثاني هو استمرار لنفس النهج الاول، لكن بتفاصيل اقل ومشاهد مطولة ربما اكثر من اللازم، لذلك برأيي ان 165 دقيقة كثيرة على الفيلم، لكن جمالية المشاهد كانت عامل قوة والاكثر من ذلك الموسيقى التصويرية عظيمة جدا فهي تدخلك في اجواء التطور والرهبة بل تنقلك لذلك العالم .
من شاهد الجزء الاول سيعي الخلفية الفلسفية لمثل هكذا عمل فهي صورة واضحة جدا. قرأت يوما شيء للفيلسوف (نيتشه) الذي قال: ” نحن من قتل الخالق” وهذا واضح جدا في الفيلم، خصوصا الجزء الاول، (نيتشه) مر بصراع في حياته فهو ابن (القس الانجليكاني) المؤمن جداً بالاخلاق المسيحية، فكان الابن الذي يؤمن بما امن به الاب ولكنه يشاهد ان العالم من حوله لا يعرف شيئاً بالمرة من تلك الاخلاق، وان الفضائل، التي درسها في الادب الاغريقي، تتجسد في القوة والمأساة والموسيقى، فالعالم حلبة صراع وليس مزرعة يتعايش فيه البشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى