مصطفى سعد – العدد 53
تُعتبر ياسمين حمدان من المغنيات القلائل في الوطن العربي التي تتميز بأغانيها العميقة الصوت والموسيقى، والتي أحيت بشكل عصري بعض الأغاني التراثية القديمة بدءاً مع مجموعة الصابون يقتل (SoapKills) مع (زيد حمدان) والتي برزت عبرها في الفترة الممتدة بين عام 1997 حتى عام 2005 قبل أن تتفكك المجموعة. قامت ياسمين بدور رائد في تشكيل هوية الموسيقى المعاصرة في لبنان، وانتاج ثقافة موسيقى البوب في اللغة العربية بشكل آخر وخارج عن المألوف. ياسمين قامت بإعادة اكتشاف الكلاسيكيات والموسيقى العربية التقليدية وأحيائها بشكل عصري، أو إعادة مزج وأداء الأغاني المعاصرة لأغاني المطربين الأسطوريين، ولا نخفي دور (زيد حمدان) ايضا في ذلك.
ياسمين من مواليد عام 1976، في عز الحرب التي كانت تعيشها لبنان في تلك الفترة، ظلت ترتحل هي وعائلتها بسبب الحروب بين العديد من الدول حتى عادوا إلى وطنهم عام 1990.
لـ(ياسمين) العديد من الأعمال الغنائية الرائعة، سواء حين كانت مع مجموعة (الصابون يقتل) أو بعدها مع (Project Y.A.S H) أو عبر أعمالها المستقلة. ياسمين ساعدت بقيام ثورة بالموسيقى العربية عبر التحولات الفردية في موسيقاها، والتي تجلب تراث الموسيقي العربية لمواجهة وإعادة كتابة نفسها من خلال مجموعة من الإيماءات، والالحان الإلكترونية المبتكرة، وبطريقة جديدة في التحديق الصوتي في مساحات أنقى غير ملوثة بالتقاليد.
لعبت ياسمين حمدان دوراً محورياً في جلب جمهور أوسع إلى الموسيقى اللبنانية، وإحياء المشهد الموسيقي في البلد، بالرغم من كونها رائدة في هذا النوع او هذا المجال المبتكر في الوقت الذي لم يكن فيه مكان للموسيقى المتجددة او كما يسميها البعض بالموسيقى البديلة إلا أن ياسمين يراها البعض أن فنها غامض إلى حد ما وغير مفهوم، ويمكن أيعاز السبب على ان موهبتها الفنية الحقيقية ليست مجرد سرد القصص، ولكن قول الحكايات في الرموز الموسيقية والبصرية المعقدة، التي غالباً ما تكون غير ملموسة و سينمائية.
