الاخيرة

(ولدي)..انتج بمال مختلس..اول وآخر فيلم لمحتال عاشق لكاميليا

عدسة الفن – قاسم موزان

الممثلة كاميليا ولدت عام 1929، وتوفت عام 1950 في حادث طائرة غامض، من جميلات السينما المصرية، اكتسبت شهرتها الواسعة في اربعينيات القرن الماضي من خلال اطلالتها المشرقة على الشاشة الذهبية وكانت تتقاضى اجورا عالية جدا نظير ادوارها السينمائية وقدمت عدة افلام خلال عمرها الفني القصير من بينها اول فيلم مصري ملون حمل اسم (بابا عريس) عام 1950، وكانت محط اعجاب رجالات الطبقة الارستقراطية، وارتبط اسمها بالملك فاروق واشيع بوجود علاقة بينهما أو أنها محظيته بشكل يتخطى آخبار الصحف، ولم يقف الهيام الطاغي لتلك النخب بجمالها بل شمل ايضا شباب الطبقات الفقيرة والمتوسطة بعيون مترعة باشواق جامحة وقد شكلت حلما شفافا لهم يداعب مخيلتهم للوقوف امامها في مشهد سينمائي .
ابدى شاب مجهول في مقتبل العمر يدعى (صلاح الدين) استعداده لتمويل فيلم جديد بمبلغ خيالي من بطولة (كاميليا) شريطة ان يكون من ضمن الممثلين وقرب اداء معشوقته وجرت الاستعدادات المكثفة لانتاج فيلم (ولدي) عام 1949، وانيطت مهمة الاخراج للمخرج السينمائي (عبد الله بركات) بالاضافة للقصة التي كتبها وشارك في التمثيل فضلا عن (كاميليا) عمالقة الفن انذاك مثل (محمود المليجي)، (احمد عزام)، (حسن البارودي) و(نجمة ابراهيم) وغيرهم من ممثلي الادوار الثانوية المهمين مع فريق من التقنيين وقدمه المخرج كوجه سينمائي جديد ربما يحقق شيئا للسينما المصرية، وتناول الفيلم شخصية (توفيق سامي) التاجر المثقف الذي اتخذ من محله مدرسة يحقق فيها مبادئ المثل العليا وحسن التعامل، ومن موظفيه طلبة يدرسون على يديه، كانت امنيته ان يرزق بولد ، وما إن استجاب الله لامنيته كاد يحلق بجناحي الفرح، ومن حبه لابنه كان لا يكترث لاخطائه حتى ولو طغيانا على حقوق الناس، لدرجة أنه كان سببا فى إدخال شخص بريء السجن، وعلى وتيرة الافلام المصرية القديمة انجز الفيلم ولم يبخل الشاب بالمال الوفير وقبل عرض الفيلم تبين ان صلاح الدين موظف بسيط في شركة واختلس مبلغا كبيرا منها واتجه لصرفه لتحقيق حلمه، وراهنت الشركة على ايرادات الفيلم المتوقعة لتعويض المال المنهوب الا انها اصيبت بخيبة امل بضعف الايرادات المستحصلة ازاء المبلغ المصروف، والطريف بالامر ان الجمهور المصري العاشق للممثلة (كاميليا) شاهد الفيلم الا (صلاح الدين) لانه كان خلف القضبان وكان اول وآخر دور له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى