موسيقى

موسيقار الفلامنكو الاسباني (مانويل دي)

مصطفى سعد                                   العدد: 45

إنه قدّيسٌ صوفيٌ ‏وأنا لا أُبجّل شخصاً آخر سواه حيث يعيش هناك في بيته الغرناطي مشتغلاً بلا انقطاع، متعطّشاً للكمال المرعب والمثير للإعجاب، متحدّياً المال والأمجاد.”
هكذا وصف (لوركا) الموسيقي (مانويل دي فاليا) وهو ملحن للموسيقى الكلاسيكية. هو الأكبر، حتى اليوم، من بين الموسيقيين الإسبان. وهو أمضى حياته كلها في كتابة الموسيقى وخدمتها. وكان منذ صباه يريد أن يدرس الموسيقى في باريس لكن فقره دفعه الى تأجيل ذلك. ولقد كتب (دي فاليا) الكثير من القطع الأوركسترالية الخالصة، كما كتب الأوبرا والأوبريت والكونشرتو وغيرها. وهو في عام 1938 وضع كتاباً يرسم فيه تجربته الموسيقية ويسهب في شرح الفرق بين الفولكلور والموسيقى المؤلفة فردياً والكتاب عنوانه (الغناء البدائي) الأندلسي حين أوجد له مكانة ما. في التأليف الموسيقي الإسباني، بفضل واحدة من ألطف أعماله الأولى: (أربع مقطوعات للبيانو). غير أن مكانته الإسبانية تلك لم تمكّنه من أن يحوز مكانة أوروبية أو عالمية، بل إن هذا لم يتوافر له حين أصدر (سبع أغنيات شعبية اسبانية) بعد ذلك بخمس اعوام، أي عام 1914. كانت مشكلة (دي فاليا) في ذلك الحين، انه لم يستوعب بعد دروس (العالمية) تماماً، كما انه كان آلى على نفسه ألا يصغي لنصائح استاذه (بيرديل)، الذي كان أصاخ سمعه حين درس على يديه في مدريد بأن عليه أولاً وأخيراً، لكي يصل الى العالم، أن يستقي فنه مباشرة من الفولكلور الإسباني البحت. فـ(فدي فاليا) لم يكن مولعاً بالفولكلور وظل غير مولع به حتى نهاية حياته, بالنسبة إليه كان الأمر يقوم على استلهام روح الشعب لوضع موسيقى فردية جديدة، لا الوقوف عند الفولكلور وتقليديته. وهو حتى حين انصرف خلال فترة مبكرة من شبابه الى تلحين الكثير من الأعمال الأوبريتية الشعبية المعروفة باسم (زازويلاس) فضّل أن يقلل من دمج الفولكلور فيها، حتى ولو أدى ذلك الى عدم إقبال البسطاء على أعماله تلك. في النهاية لا يمكن تقييم هذا الموسيقي فهو حطم أعلى درجات التقييم في مختلف المحافل التصنيفية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى