عبد الحكيم عماد
عالم السينما رائع بكل تفاصيله ومتابعيه يحاولون بكل موضوع استخدام مصطلحاته الفنية الدقيقة للتعبير عن معرفتهم بكل عناصر العمل الفني، وربما يعد مصطلح (Mise-en-Scene) من اكثرها اهمية واقلها استعمالاً. جاء مصطلح (ميزان سين) من المسرح، وأصله فرنسي (Mise-en-Scene) ويقابله في الإنجليزية (Arrangement)وفي الألمانية (Anordnung)ويعني في العربية ترتيب الخطة الحركية على خشبة المسرح، ويعرف مختصراً بـ(التشكيل المسرحي) وهو يعنى بعرض الشخصيات وعلاقاتها بالمكان الفيزيائي. التعبير يستخدمه المخرج لوصف كل المكملات التي يستخدمها لتوصيل المشاعر الموجودة في المشهد من خلال الصورة المرئية. ويحدد الميزانسين (كما يذكر احياناً) بدقة حركة الممثلين وحركة الكاميرا والاضاءة والديكور وكل ما هو داخل بتكوين المشهد.
وقد قام (ديفيد غريفيث) بتحوير إمكانات الفيلم الفنية، وطوّر مبادئ مونتاج إستمرارية السرد الفيلمي وطرقه عبر تغيير زمن الميزان سين المسرحي الواقعي للمشهد إلى زمن الميزان سين الفيلمي الفني للمشهد. واكتملت أولياً طريقة السرد الفيلمي في بناء زمن الأحداث الواقعية المصورة، بحيث لم يعد زمن سرد الأحداث في الفيلم يتطابق مع زمن حدوثها في الواقع، وقد عرّف (يوتكيفيتش) الميزان سين في السينما على أنه التعبير المكاني عن الفكرة، أي توضيح الفكرة بالعلاقة مع فيزيائية المكان، وفيزيائية الشخصية، وموقع آلة التصوير. بينما إقترح (إيزنشتين) مصطلح ميزان كادر (Mise-en-Cadre) بدل الميزان سين المسرحي، ويُسمى اليوم الميزان، أما صورة ميزان (Mise-en-Image) فتعني أسلوب نظام المشاهد وتتألف من لقطات مختلفة تتقابل خطيا داخل مشهد واحد، كما تتعاقب المشاهد واحدة تلوَ الأخرى.
