عدسة الفن – عباس الماجد
تستمر رحلتنا عزيزي القارىء بعد زيارة مسرح برودواي في أميركا ومسرح بولشوي في روسيا لنحط رحالنا في أستراليا وبالتحديد في مدينة سيدني (العاصمة سابقاً) ومسرحها العظيم
صمم هذا المسرح على يد المهندس الدنماركي الجنسية (يورن أوتزون) الذي يذكر انه فاز بعدة جوائز منها جائزة بريتزكر (2003) وصيف وسام أستراليا (1985) وميدالية ألفار آلتو (1982) وجائزة ريبا (1978)، وبحسب المصادر فإن قصة البناء جاءت بعد ان تم إطلاق المسابقة التصميمية عام 1955 عندما قامت حكومة ولاية (نيو ساوث ويلز) الاسترالية بطرح مسابقة تصميم لدار أوبرا في مدينة سيدني، حيث شارك فيها 233 مشارك من 32 بلداً حول العالم وقد أعلن عن اسم الفائز عام 1957 حيث تلقى جائزة بقدر 5000 جينه إسترليني ونقل مكتبه إلى سيدني عام1963، تم اكمال أفتتاحه في عام 1973 في العشرين من تشرين الثاني، اي منذ 44 عام، اذ قام وبتكلفة (100) مليون دولار أميركي ببناء المسرح، وبذلك يعتبر أفضل تصميم معماري في القرن العشرين بل يضاف ليصبح ثامن عجائب الدنيا السبع كما يلقبه الكثير من المعجبين من الحضور والمثقفين، تصميمه المميز على شكل شراعين متشابكين كبيرين يضم كل واحد ثلاث أصداف متداخلة، يعمل هذا التصميم الخلاب والملفت للنظر على التقليل من مشاكل الصدى الصوتي الذي يؤثر على العروض الموسيقية ويخل بجمالية الاداء المسرحي، حيث كانت المشكلة الرئيسة لبناء الدار المسرحي فقام العبقري (يورن أوتزون) في حينها بحل المشكلة.
أمسى الاقبال محلياً وعالمياً كبير، فالمسرح يعرض كل عام (1500) عرض يحضره نحو 1.2 مليون شخص ودار الاوبرا وصلت لثمانية ملايين سائح تقريباً من كل عام حسب الاحصائية السنوية، وقامت منظمة اليونسكو العالمية بأدراج المبنى على لائحة التراث العالمي في عام 2007، اذ يتسع هذا الصرح الفني لـ( 6,600) من عشاق الفنون المسرحية، أما المسرح فهو مخصص ليشمل حفلات الموسيقى، عروض الأوبرا، المسرحيات، الرقص الإيقاعي، عروض الباليه، الأفلام، العزف المنفرد وإقامة المعارض، وبحسب المصادر ايضاً تم اختياره في استفتاء أجرته صحيفة التايمز البريطانية عام 1992 كـالاعجوبة الأولى من أجمل أعاجيب العالم الحديث، حسب ما اختار 70% من المستطلعين في ذلك الوقت، وهنالك دليل سياحي للزوار خلال زيارتهم يقوم بالتعريف عن معالم المسرح.
