عباس المـــاجد
نوع مسرحي تأسس على يد الأديب (أنطونين أرتو) المولود في مدينة مرسيليا الفرنسية وهو شاعر سريالي وناقد وكاتب وممثل ومخرج مسرحي، صاحب كتاب (المسرح و قرينه) الذي كان الأساس في بناء مسرح القسوة. أما المقصود بالقسوة فهي ليست تلك القسوة الجسدية بما يمتلكه الإنسان من سادية بل هي عبارة عن أسلوب مسرحي ومذهب جديد يعتمد على مبدأ نسف النص وتحطيمه للتحرر من كل القيود وصدم حواس الجمهور، باستخدام العنف والصور الصادمة التي تناشد العواطف اما النص فلم يكن مهماً كثيراً، وكانت الحركات (الطقسية) عنصراً أساسياً وفي أغلب الأحيان حلّت محل النص التقليدي والبعض أدى بالكامل من خلال (الإيماءات) إذ كانت تُرى في تعبيرات الوجه وحركة الجسد وكانت الحركة الأسلوبية تعرف باسم (الشعر المرئي). فقد وصف (أنطونين أرتو) قائلاً إن الطقوس والرقصات المقدسة للهنود الحمر هي أحسن شكل مسرحي ممكن، وأحسن ما يمكن في الحقيقة أن يبرهن على وجوده. هذا النوع المسرحي اعتبره البعض تمرد على قوانين المسرح وثورة على اسس أرسطو المسرحية، اما كبار الفلاسفة والنقاد، مثل (جيل دولوز) و(جاك دريدا) الذي انتقد نصوص كتاب (المسرح وقرينه) فعلق قائلاً :”تحريضات أكثر ممّا هي مجموعة إرشادات، نسق من الانتقادات يرجّ كامل تأريخ الغرب أكثر ممّا هي رسالة في الممارسة المسرحية”.
