اضاءات روائية

(مذكرات فتاة غيشا)..زهرة الحب العذب في قلب فتاة رهينة القدر

عدسة الفن – امال عباس – العدد 54

نحن نقود حياتنا مثل المياه المتدفقة أسفل التل، حيث نسير في اتجاه واحد حتى نصطدم بشيء يجبرنا على إيجاد مسار جديد، هكذا تغيرت حياة (تشيو) عندما خطت في عالم غامض مهما قرأنا عنه لن نعرف خفاياه، فهي ستغني وترقص لك وتمتعك، لكن الباقي يبقى سراً.
صدرت رواية (Memoirs of A Geisha) لكاتبها (أرثر غولدن) عام 1997، صنفت من أفضل 100 رواية في العالم وحققتْ أرقاماً قياسية بتوزيعها البالغ أكثر من أربعة ملايين نسخة وظلت الأكثر مبيعاً على لائحة نيويورك تايمز حوالي عامين، الا انها أثارت ضجة حول العالم عند صدورها وانتقدها الكثير من اليابانيين كونها تتحدث بشكل مفصل لكن ليس دقيق بالكامل عن مجتمع (الغيشا) والذي يعد جزءاً مهماً من الحضارة اليابانية. بطلة الرواية فتاة صغيرة حسناء يابانية فقيرة تدعى (تشيو)، والدها نظراً لظروف الفقر القاهر باعاها لأحد الرجال وهي صغيرة وهو بدورهِ باعها لأحد بيوت (أوكييا) وهي البيوت التي تدرب فتيات (الغيشا) على أساليب ترفيه الرجال واسعادهم، تشرف على هذا البيت سيدة يُطلق عليها (اوكاسان) أي الأم، يتم وضع (تشيو) في المنزل كخادمة شخصية لـ(هاتسومو)، واحدة من الغيشا الأكثر طلباً، لكن (هاتسومو) مهددة بجمال وعيون (تشيو) الزرقاء فتعاملها بوحشية لا تستطيع (تشيو) الا تحملها بسبب وضعها، وفي صدفة تلتقي (تشيو) برجل يكبرها عدة اعوام ومن النظرة الاولى تقع في حبه وترغب فقط ان تكون معه لذا تعاهد نفسها ان تتحول لـ(غيشا) مشهورة أملا في لقائه، فتنجح (تشيو) بتجاوز كل الاختبارات لتصبح (سايوري) فتاة غيشا يطلبها الكثيرين، ورغم جحافل المعجبين الا انها سراً تنتظر رجل لا يمكن بلوغه. تدور أحداث الرواية في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، وقام المؤلف (غولدن) بدراسة المجتمع الياباني واستند الى اعترافات حقيقية لفتاة من (الغيشا) لتأليف روايته، لكنه يبقى امريكيا غربيا حاول إيضاح أسرار مجتمع شرقي، لهذا أخذت الرواية تقييمين مختلفين، فأولئك الذين لا يعرفون شيئاً عن (الغيشا) اعتبروا الرواية مرجعاً وصفياً دقيقاً أزال الكثير من الغموض وزودهم بالكثير من المعلومات، أما أولئك الذين يعرفون مجتمع الغيشا ويدركون تفاصيله وصفو الرواية بأنها لامست السطح فقط وحاولت إضفاء الزينة الأوربية عليها محاولة لجذب القراء وتحويلها الى فيلم، وهذا ما حدث في عام 2005 عندما اصدر فيلماً مستنداً على الرواية من انتاج شركة (ستيفن سبيلبرغ) وبطولة( زانج زيي) و(‌كين واتانابي)، لينجح الفيلم بممثلاته الصينيات في شباك التذاكر ويحصل على نقد عال ويفوز بثلاث جوائز اوسكار. الرواية بغض النظر ان أصابت الحقيقة او حورتها كتبت بلغة رائعة ووصف دقيق للمشاعر والتقاليد، رواية ممتعة لا يمكن وضعها على الرف دون الغوص في اسطرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى