فنون عراقية

مخرجونا بخير…ولكن؟

رئيس التحرير

اصبح الانتاج المحلي للافلام أمراً مرغوباً به في الفترة الاخيرة، ولاسيما الافلام القصيرة، حيث نشاهد افلاما قصيرة كثيرة من قبل الشباب، ومشاركاتها بالمهرجانات المحلية ايضا، اضافة الى بعض الافلام من قبل مخرجين كبار، ولكن هناك شيئا اخر مهما يشارك الاخراج ذا أهمية وهو السيناريو.
السيناريو هو لغة الفيلم التي يتوقف عليها النجاح، وياتي دوره في بناء القصة، واعطائه حبكة مميزة، ولكن معظم المخرجين مؤخرا، بدأوا بكتابة السيناريو اضافة الى الاخراج، وهذا مايسمى بـ(سينما المؤلف) لكن هذا الامر لا يتقنه أي مخرج، وليس بالامر السهل، ويبدو أن البعض اتجه للنظر الى المخرجين العالميين الذين يقومون بذات الشيء، والذي يقوم بسينما المؤلف هو من لديه الخبرة في كتابة السيناريو كونه صاحب تجربة كبيرة في هذا المجال او كان ممثلاً في السابق وتدرب كثيرا على القاء الجمل الصحيحة، بينهم (الفريد هيتشوك)، (سيدني لوميت)، (ستانلي كوبريك)، (ويس ويندرسون)، (سبيك لي) و(ريدلي سكوت)، ففضلا عن اخراجهم المبدع لديهم سيناريوهات جميلة والتي تؤخذ لاحقا كاقتباسات.
لانتاج فيلم متكامل بنصوص مميزة يجب الاستعانة بكتاب متخصصين في السيناريو، ولكن ما يحدث كثيرا هو العكس حيث يقوم المخرج بتصوير الفيلم وكتابة النصوص عوضا عن اصحاب الاختصاص ظناً منه ان اخراج الفيلم وكتابة النصوص الخاصة به قد يعطيه النجاح، او قد يكون سبباً في تقليل التكلفة للمنتج، لكن هذا الامر من الصعب ادراكه، فلكل مهمة شخص معين، وان استمرار هذا الامر، ادى الى غياب كتاب السيناريوهات، لعدم فسح المجال لهم، ومع اصرار المخرجين على كتابة النصوص، اصبحت الافلام تتشابه في حبكتها ونصوصها واصبحنا نرى افلاما ذات اخراج مميز ولكن بدون قصة مميزة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى