نوافذ سينمائية

محطات السينما العراقية…الفيلم العراقي الثالث:(عليا وعصام)

مهدي عباس*

بعد نجاح الفيلمين العراقيين الاولين واللذان انتجا مع الشقيقة مصر فكر عدد من اصحاب الاموال من اليهود العراقيين بناء استديو سينمائي لانتاج الافلام العراقية وفعلا تم بناء هذا الاستديو في منطقة معسكر الرشيد وبوشر بانتاج اول افلامه وهو فيلم ( عليا وعصام ) وتم جمع مجموعة كبيرة من الفنانين العراقيين للتمثيل في هذا الفيلم ومنهم ( ابراهيم جلال / عزيمة توفيق / جعفر السعدي / فوزي محسن الامين / اعتدال يوسف / احلام ابراهيم / سليمة مراد / شيراك / عبدالله العزاوي عبد المنعم الجادر / اكرم جبران).


كتب قصة الفيلم والسيناريو والحوار (انور شاؤول) وجيء بمخرج ومصور فرنسي للفيلم حيث اخرجه (اندريه شاتان) وقام بادارة تصويره (جاك لامار) فيما قام بالمونتاج جوزيف فرنسيس وكانت مدة الفيلم 90 دقيقة. عرض الفيلم في سينما روكسي في 12 – 3 – 1949 وحقق اقبالاً جماهيرياً كبيراً وانتقل للعرض في دور سينما اخرى في بغداد والمحافظات كما تم عرضه في مصر. الفيلم اقتباس لمسرحية وليام شكسبير الشهيرة ( روميو وجوليت ) بأجواء بدوية، تنمو قصة حب بين (عليا وعصام) في ظل مجتمع قبلي متعصب ، إذ تعجب عليا بـ(عصام) وتكتم حبها في نفسها ويبادلها عصام نفس الاحساس ، حيث ينقل أفراد القبيلة لكل منهما محاسن كل واحد وشخصيته فيتعمق أعجابهما ببعضهم ، لكن وجود مشكلات قبلية عميقة بين قبيلتي عليا وعصام بسبب الثأر يؤدي إلى حدوث مشاحنات بين القبيلتين وبالتالي ينتهي الفيلم بمفاجأة موت عصام وحبيبته عليا، حيث يتم قتل عصام على يد واحد من أبناء القبيلة ، مما يدفع الفتاة إلى الانتحار كي تلحق به.


الحقيقة بحثت كثيرا في كل مواقع الافلام الشهيرة في اميركا وفرنسا للتعرف على المخرج (اندريه شاتان) والمصور (جاك لامار) لكن للاسف لم اعثر لهما عن اي اثر، لكنني وجدت اسماً مشابهاً هو (اندريه شومان) وهو مدير تصوير في الفيلم اللبناني الشهير بياع الخواتم عام 1965 اول افلام الفنانة الكبيرة فيروز، والله اعلم قد يكون هو أو لا.
في التسعينيات تم تشكيل لجنة في دائرة السينما والمسرح متكونة من الفنان الكبير الراحل (يوسف العاني) والناقد السينمائي الراحل (سامي محمد) والناقد السينمائي صفاء صنكور وانا وكان الاستاذ فيصل العباسي مدير السينما السابق معنا في اللجنة وقررت اللجنة اعتبار يوم 12 – 3 عيدا للسينما العراقية كونه يوم عرض اول فيلم عراقي ينتج بالكامل داخل العراق وفعلاً تم الاحتفال به سنوياً لكن تم تغيير ذلك بعد احداث عام 2003 وتم اختيار يوم عرض (فتنة وحسن) عيداً للسينما العراقية بحجة انه اول فيلم عراقي (100%).

*باحث وناقد سينمائي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى