اضاءات روائية

(ماري ويسلي) ليس للابداع عمر محدد

نور الهدى كناوي

قد تسمع عبارة (الابداع ليس له سن محددة) لكن هل رأيت تطبيقاً واقعياً عليها؟ (ماري ويسلي) هي تطبيق على الابداع الذي يأتي بعد سن السبعين، فهي ابدعت بكتابة اجمل الروايات بعد سبعين عاماً، حيث امضت الاربعة عشر عاماً قبل وفاتها سنة 2002 تكتب الروايات، التي طرحت قضايا مهمة منها: (اضطرابات الشعب البريطاني)، و(لئم الطبقة الارستقراطية)، (المشاكل الاجتماعية)، (ضغائن الاقارب) وعديد من اشكال السلوك المرعبة. ومن اشهر كتب ماري: (عشبة البابونج) و (طواويس هاريسنغ) التي تحولت الى مسلسلات تلفزيونية ناجحة، وكذلك كتابها (حامض حلو) الذي تحول ايضا الى فيلم سينمائي. اما ما يميز روايات (ويسلي)، رغم جوها المشحون بالعبث والمشاكل هو خفة الروح. ويؤرخ الكاتب (باتريك مارنهام) سيرة الروائية البريطانية، ويعتقد ان كتابه هذا سيتحول الى فيلم ايضاً. حيث حرص الكاتب على ذكر مقابلات (ماري) وشرح سبب شهرتها، حيث يعتقد ان تلك الشهرة سببها انها بدأت الكتابة في سن متأخرة، وكذلك الجرأة والوضوح في الطرح، كما أنها كتبت في العلاقات الحميمية، كما يذكر تفاصيل دقيقة من حياتها، لكن يظل جزء كبير من حياة الكاتبة غامض فلا احد يدري لماذا علاقتها سيئة مع ابنائها الثلاثة؟ أو لما انتحر زوجها الثاني؟ ربما انتحار الزوج اثر عليها وجعلها تخرج معاناتها المكبوتة من رجل مدمن. الحياة المليئة بالاحداث التي عاشتها منحتها تجربة كاملة وخبرتها في الحياة مكنتها من الابداع في أعوامها الاخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى