لوحات

لوحة (اوفيليا)…ريشة الحب المغدور

مرتضى مكي

اشهر لوحات الرسام (جون ايفرت ميليه) لوحة (أوفيليا) والتي رسمها ما بين عامي 1851 و1852، والمستوحاة مِن مسرحيّة (هاملت) التي كتبها (وليام شكسبير) عام 1599، ويُصَوِّر (ميليه) فيها مشهد انتحارها .
(أوفيليا) هي إحدى الشخصيات الرئيسية في المسرحيّة والتي تُحبّ (هاملت) أمير الدنمارك، والذي يكتشف أنّ أُمه تواطأت مع عمه على قتلِ أبيه، ليتزوج عمه أمه ويُصبح بذلك ملك الدنمارك عوضًا عن (هاملت) الوريث الشرعي للعرش، فيفقد (هاملت) ثقته في كل النساء بعد ما فعلته أمه ويقرر الانتقام لأبيه، وفي خضم انتقامه يقرر (هاملت) عدم الزواج من (أوفيليا) ويقتل والدها الذي كان مغرما بأمه، فتنتحر (أوفيليا) بإغراق نفسها في جدول ماء.
تُعدّ اللوحة إحدى أشهر اللوحات اللاتي مثّلت انتحارها، بسبب دقة مُحاكاتها لتفاصيل الانتحار كما جاءت في المسرحية وتصور اللوحة تفاصيل الطبيعة من خلال دقة زهور البنفسج والأعشاب والمياه. حتّى إنّ (ميليه) صوّر تفاصيل وجه (أوفيليا) مُتسقة مع السّرد مِن حيث إنها كانت تُغني أثناء إغراق نفسها في الجدول بعد مقتل أبيها على يدِ حبيبها وبالتالي تظهر العينان مفتوحتان والفم أيضًا.
وفي مشهد استلقاء أوفيليا على صفحة الماء إحساس بالاستسلام لا تُخطئه العين، لا شيء منها يسير ضد التيار أو يقاوم الموت، حورية جميلة نامت باستسلام على صفحة الماء للأبد تغشاها السكينة ويُخضّبها الموت، نالت اللوحة اعجاب النقاد ومحبي الفن، واعتبرت أفضل اللوحات التي جسدت قصة اوفيليا التراجيدية على الاطلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى