اضاءات روائية

(لقيطة اسطنبول)..”كانت لا تعترض عندما اناديها بخالتي لان أمي..هي خالتي..وخالتي هي أمي”

عدسة الفن – ولاء علي – العدد 53

لقيطة اسطنبول هي ثاني رواية للكاتبة التركية اليف شافاق باللغة الانكليزية، التي صدرت عام 2006 وفي المدة الممتدة بين الطبعة التركية والطبعة الانكليزية لهذه الرواية حوكمت الكاتبة بتهمة الاساءة للهوية التركية لما عرضته في الرواية من مذابح الاتراك للارمن على وفق المادة (306) من قانون العقوبات التركي.
والسبب لما قالته بعض الشخصيات في الرواية التي اعتبرها الاتراك اهانة لهم. لكن الكاتبة اسقطت عنها التهمة وقف معها على حد قولها الكثير من الناس والاصدقاء والغرباء من شتى الاديان والقوميات وانها محظوظة لانها تلقت دعماً هائلاً منهم، من المعروف انا شافاق هي الصوت النابض للاقليات والفئات التي لا صوت لها من خلال كتاباتها.
رواية مليئة بالشخصيات المختلفة وربما المتناقضة. الرواية التي يتغلب فيها العنصر النسوي على الرجال. في البيت الذي يقبع داخله الخوات الاربعة زليخة الاصغر سناً و ام اسيا صاحبة صالون الوشم، بانو المنجمة التي ارجعها الجني الخاص بها لقديم الزمان وكشف اسراراً حتى الارمن ربما لم يعرفوها!، سيزي الارملة مدرسة التاريخ التركي، فريدة الاخت المهووسة ؤبالكوارث واضافة الى الجدة غولسم والام الصغيرة واسيا اللقيطة المتمردة. الرجال في هذه الاسرة لا حظ لهم حيث يموتون في سن مبكر كانها لعنة، بقي منهم فقط الاخ مصطفى الذي ارسل بعيداً الى امريكا ومكث فيها لعشرين عاماً. هي الرواية التي فتحت الابواب حول العلاقة الشائكة بين الاتراك والارمن، بين الجيل الحديث الذي يرفض الاعتراف بالمجزرة او حتى الاعتذار تحت حجة انهم ليس لهم علاقة بماض ارتكبته السلطة لم يكونوا موجودين فيه وبين شخصيات ارمنية جسدتها الرواية التي على اصرار بوجوب الاعتراف لانهم تحت مسمى الدولة التركية سواء كانوا في الحاضر او الماضي جسدت هذه الاحداث الحفيدة التركية اسيا والحفيدة الارمنية القادمة من امريكا لتبحث عن ماضي اجدادها (ارمانوش). هي الرواية التي ربطت بين عائلتين الاولى تركيا والاخرى ارمنية رابطة عبر الاجيال من خلال الجدة شوشان الارمنية التي لها ماضي في تركيا، تكتشف الحفيدتان اسيا وارمانوش اسراراً عن العائلة وتاريخ تركيا الحديث.
وتبقى اليف شافاق النجمة المضيئة والصوت النابض للاقليات في تاريخ الادب العالمي لما تركته من بصمة في الادب العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى