مسرح

قطة على سطح من الصفيح الساخن…من روائع تنسي ويليامز

عدسة الفن – فاطمة رحيمة

مسرحية للكاتب الأمريكي (تنسي وليامز) والتي نالت جائزتي (بوليتزر) أما الكاتب فنال جائزة رابطة النقاد المسرحيين عام (1955) وقد قدم المسرحية المخرج (أيليا كازان) لتفتتح في عام (1959) في نيويورك، والسينما كان لها نصيب وفازت بحقوق تقديمها كفيلم.
تستعرض المسرحية أهتمامها بالمشاكل والقضايا الإجتماعية واخذت منحى كبيراً لمبدأ التكافل الأسري بين أفراد الأسرة الواحدة، (بريك بوليت) الشخصية الرئيسة وزوجته (مارجريت) المدعوة بـ(قطة الصفيح) من الشخصيات النسائية المهمة، تصف نفسها كالقطة التي تمشي على سطوح الصفيح، تمشي ببطء مستخدمة الأيحاءات المثيرة، فبعد أن حاصرت زوجها المشاكل والشدائد يجد نفسه عاجزاً عن فهم الظروف المحيطة به وبالتالي غير قادر على التفاهم مع أقرب الناس أليه، فزوجته (مارجريت) مع سعيها المتواصل للأنجاب، قامت بحرمان زوجها من نديم حياته(الخمر)، يقابل تلك الشخصيتان شخصية (جوبر) وزوجته اللذان حظيا بخمسة من الابناء بخلاف (مارجريت)، يولد الصراع بين الأسرتين الصغيرتين، في سبيل الحصول على القسط الأكبر من ميراث عميد الأسرة صاحب الثروة الطائلة من أراضٍ زراعية وملايين الدولارات، وهو الرجل العصامي الذي أصيب بمرض السرطان، لكن طبيبه الخاص خفف له خطورة الأمر ليساعده على محاولة استعادة نشاطه ممتلئاً بالسعادة. الأبن (جوبر) يدرك خطورة مرض أبيه، فيبدأ بخططه للأستيلاء على الميراث وحرمان أخيه، فتبدأ هنا المواقف المعقدة من مشكلة التفاهم بين أفراد الأسرة، وفي الفصل الأخير من المسرحية يظهر الأب ذو القلب الكبير ويتظاهر بحبه للوغد(جوبر) لكنه يصف( بريك) بحبيب قلبه الذي طالما ود لو أنه أمتنع عن الخمر، وفي هذه اللحظات وهو على فراش الموت والنزاع على الميراث (مارجريت) تطلق خبراً كالصاعقة (أنا وبريك سننجب طفلاً) هنا تغمر والدة (بريك) فرحة كبيرة لقد تحقق حلم الوالد، ويتعالى الصخب وسط الضحك مع آخر مشاجرة عائلية قبل إسدال الستار، فـ(جوبر) وزوجته يكذبون الخبر بأستخدام الألفاظ الفاحشة. هكذا ختم (وليامز) الحوار من خلال توظيف معاني الرفق والضعف فيوضح ضعف الإنسان وبالأخص الرجال الذين هم دائماً بحاجة إلى من يتولاهم بحب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى