لوحات

قصة اللوحة الفنية (The Praying Hands)

انعام محي                                                                                                                                              العدد:45

عاشت عائلة مكونة من أب وأم وثمانية عشر طفلاً وكانت ظروفهم المادية في غاية الصعوبة لكن لم يمنع الأخوين الأكبرين من حلم كان يراودهما، فالاثنان موهوبان في الرسم ومع يأسهما من مساعدة والدهما في إرسالهما إلى أكاديمية (نورنبرج) لتعلم الرسم، إلا أنهما توصلا إلى حلٍ: يُجريان قرعة، الخاسر فيها يذهب للعمل في المناجم ويتكفل بمصاريف أخيه الدراسية وبعدها يذهب الآخر ليدرس ويتكفل به أخوه ببيع الأعمال الفنية. أُجريت القرعة وفاز بها (آلبرخت) فذهب شقيقه الأكبر للعمل في المناجم، تفوق(آلبرخت) في الرسم حتى على أساتذته وذاع صيته، و مع نهاية تخرجه كان قد تلقى العديد من طلبات اللوحات وقبض ثمنها، وبعد تخرجه عاد إلى قريته وأقامت عائلته حفلاً بهذه المناسبة، قال فيها (آلبرخت) كلمة شكر مؤثرة بحق أخيه، وختم قائلا: “أخي المبارك آلبرت، حان دورك الآن، يمكنك الذهاب الى نورنبرج لمتابعة حلمك وسوف أعتني بك”.
فأجابه قائلا : “لا يا أخي ، فإنا لا أقدر على الإمساك بريشة صغيرة والتحكم بالخطوط الدقيقة، أنظر إلى يديّ وما فعلته بهما أربعة اعوام من العمل في المناجم لقد تكسر الكثير من عظامها الصغيرة” . وذات يومٍ مر (ألبرخت) على حجرة أخيه، فوجده يدعو ويداه مضمومتان، فاستوقفه المنظر وشعر برهبة شديدة . وهنا أخذ أدواته ورسم تلك اليدين، كتكريم للمحبة الباذلة ألتي لا تفكر في نفسها، أطلق على اللوحة عنوان (اليدين المصليتين). تذكر عزيزي القارئ ان لا تنسى فضل كل يد قدمت لك خدمة، كل يد ضحت من أجل راحتك، وكل يد بذلت نفسها من أجلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى