عدسة الفن – حسام صباح
احتفل الصحفيون العراقيون في الخامس عشر من شهر حزيران بيوم الصحافة العراقية في ذكراها التاسعة والاربعين بعد المائة لان هذا التأريخ هو ولادة اقدم جريدة عراقية وهي الزوراء التي صدرت في مثل هذا التاريخ من عام 1869.
ويلخص تاريخ صحيفة الزوراء تاريخ الصحافة العراقية فالصحيفة التي أصدرت لتكون لسان حال الولاية العثمانية على بغداد أصبحت بعدها الناطقة بلسان الاحتلال البريطاني في العقد الثاني من القرن العشرين لتنتهي بها الأمور إلى صحيفة ناطقة باسم نقابة الصحفيين وتشغل غرفة صغيرة في جانب النقابة. فالصحافة في العراق لم تكن صحافة بالمعنى العام لها حتى إعلان الدستور العراقي في العام ألف وتسعمائة وثمانية، والذي شرع بموجبه قانون يسمح بإصدار صحف غير حكومية في العراق بعد أن كانت مقتصرة على الصحيفة التي تعد حكومية بامتياز.
والزوراء صحيفة رسمية أسسها الكاتب (أحمد مدحت أفندي) وهو في الوقت نفسه أول من تولى رئاسة التحرير فيها، تولاها بعده عزت الفاروقي وأحمد الشاوي البغدادي وطه الشواف ومحمد شكري الآلوسي وعبدالمجيد الشاوي وجميل صدقي الزهاوي. اهتمت الزوراء بنشر أخبار تتعلق بالشؤون الداخلية والخارجية الى جانب نشر مقالات في الشؤون الثقافية والسياسية والصحية . كما اهتمت بانتقاد ظاهرة الفساد في أداء الإدارات الحكومية، كما انها تعتبر مصدرا تاريخيا مهما لتقييم الأوضاع السياسية والاجتماعية السائدة في مجتمعنا.
ومرت الصحافة العراقية بمراحل يمكن وصفها بالخجولة منذ ذلك الوقت حتى تأسيس نقابة الصحافيين في عام 1955 لتشهد تلك الفترة ارتقاء في مستوى الصحافة في العراق مع وجود عدد من الصحف التي وفر لها القانون ضمانات وتسهيلات كفيلة بتقدمها. ان الصحافة العراقية شهدت بعد 2003 صدور اعداد كبيرة من الصحف في بغداد والمحافظات نتيجة التغييرات التي حصلت في البلد ، ولعبت دورا كبيرا في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
وقد استشهد العديد من الصحفيين اثناء عملهم الاعلامي لتغطية اهم الاحداث التي مر بها البلد لذلك صدر قانون يعدّ من ابرز القوانين الا وهو (قانون حماية الصحفيين) الذي كان مهما للصحفيين.
