موسيقى

فوك النخل… عِقد العشق العفيف على جيد الفلكلور العراقي

تداء جمعة

اصوات كثيرة غنت ( فوك النخل فوك) ولعل ابرزهم الفنان الكبير الراحل ناظم الغزالي والقائمة تطول ولهذه الاغنية الفولكلورية العراقية قصة سأقصها لكم، كانت البيوت البغدادية القديمة تتكون من ساحة وسطية تحيطها مجموعة من الغرف وتتالف من طابقين ارضي وفوقاني وكلاهما يحتويان على نفس عدد الغرف، وكان من المعتاد ان يسكن هذه البيوت عدة عوائل حيث تستأجر كل عائلة غرفة من الغرف ويصدف ان يسكن في هذه البيوت اشخاص لوحدهم ويسمونهم باللهجة البغدادية (الزكرتيه) ومفردها (زكرتي) وهو الشخص الذي يعيش وحيدا وليس له عائلة، وصادف ان شابا زكرتيا كان يسكن في احد هذه البيوت، يخرج يوميا صباحا الى العمل ويعود في اخر المساء ويدخل غرفته دون ان يكلم احدا من سكان البيت.
وفي يوم عاد الشاب من عمله وعند دخوله البيت لمح وجه جميل لشابة تقف على باب غرفتها في الطابق العلوي وقد انبهر بجمالها وشعر برغبة جامحة لان يكلمها ولكن الاعراف والتقاليد كانت تمنعه من ذلك وبدلا من ان يكلمها بدا بالغناء وبصوت اخاذ ( فوك النه خل فوك ) اي بمعنى عندنا حبيب في الطابق الاعلى، وفي اليوم التالي عاد الشاب من عمله وهوفي اشد حالات الشوق ليرى الفتاة، فوجدها واقفة عند باب الغرفة وضوء الفانوس يلقي على وجها جمالا اضافيا، وعندها اخذ الشاب يغني: فوك النه خل فوك
مدري لمع خدك
مدري لمع طوك
وهكذا تكرر المشهد لحين ان انتهت القصة بزواجهما، وسكان البيت يشاركون الشاب الغناء لكن بلهجتهم ادغموا كلمة (النه) مع كلمة (خل) فاصبحت (النخل).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى