عدسة الفن – تحرير عبد الرضا
سحر الالوان والذائقة الفنية التي تميز الرسم ليست حكراً على اللوحات، بل نراه متواجداً في اختياراتنا الشخصية، وحديثا اصبح (فن الطعام) من المواضيع المتداولة. في البداية ننوه ان (فن الطعام) يختلف عن (فن الأكل) الذي يعرف بـ (Gastronomy) ويقوم بدراسة العلاقة بين الثقافة والغذاء، فـ(فن الطعام) يمكن الدخول اليه من عدة محاور لاستيضاح افكاره، فهو يعني فن تقديم الطعام لانه احيانا العين تأكل قبل الفم، ما معناه ان ترتيب الطعام المقدم وتزيينه ضمن اسلوب فني كفيل احيانا بتناوله، كما يستخدم فن الطعام في محاولة لاقناع الاطفال للاكل من خلال جعل وجباتهم الصحية بشكل الشخصيات التي يحبونها مثلاً، كما ظهر في الاونة الاخيرة استخدام الطعام نفسه في رسم لوحات اذ يتم استخدام سائل النوتيلا او حبات الفواكه مثلا كوسائل لتصميم الاشكال ورسم اللوحة. المحور الاخر الذي يمكن من خلاله ملاحظة العلاقة الجميلة والمتقاربة بين الفن والطعام هو افتتاح عدة مطاعم تعتمد عرض لوحات فنية خاصة تجذب الزائرين وجعل اللوحات ركيزة اساسية بالديكور الداخلي للمطاعم، او اعتماد المطعم كوسيلة لغرض فتح منفذ لبيع اللوحات او عرض لوحات الرسامين الشباب. ولا ننسى ان الكثير من اللوحات العالمية التي تقدر بالملايين كانت موضوعاتها الاساسية الطعام، فاعتبرت منجزات فنية مثل اللوحات التي رسمها (بول سيزن) و(سلفادور دالي)، ثم شهدنا ظاهرة تصوير الطعام الذي ابدع فيه المصورين، ويكمن انتشار هذه الظاهرة في ارتباط الطعام بثقافات الشعوب وحضاراتها، وكثرت مؤخراً المسابقات التي يكون موضعها الرئيسي (صور الغذاء) مثل مسابقة (Food Photographer of the Year).
